قصة المعاملة بالمثل
قصة المعاملة بالمثل تحكي واقعا معاشا |
المعاملة بالمثل - قصة تحكي واقعا معاشا
جلست الأم ذات مساء تساعد أبناءها في مراجعة دروسهم.. وأعطت طفلها الصغير البالغ الخامسة من عمره كراسة للرسم حتى لا يشغلها عما تقوم به من شرح ومذاكرة لإخوته الباقين . وتذكرت فجأة أنها لم تحضر طعام العشاء لوالد زوجها المسّن الذي يعيش معهم في حجرة خارج المبنى في فناء البيت ..أختارت تلك الحجرة بعد ان أحست بالحرج من الزائرين لرؤية عمها المسن... وكانت تقوم بخدمته ما أمكنها ذلك والزوج راض بما تؤديه من خدمة لوالده والذي كان لا يترك الغرفة . أسرعت بالطعام إليه ..وسألته إن كان بحاجة لأية خدمات أخرى ثم انصرفت عنه.و عادت إلى ما كانت عليه مع أبنائها ..لاحظت أن الطفل الصغير يقوم برسم دوائر ومربعات ويضع رموزاً .. فسألته:ما الذي ترسمه ياحبيبي؟ أجابها بكل براءة : إني أرسم بيتي الذي سأعيش فيه عندما أكبر وأصبح مثل ابي.. . أسعدها رده.وقالت أين ستنام ؟ فأخذ الطفل يريها كل مربع ويقول هنا سأنام .وهذا المطبخ .وهذه غرفة لضيوفي ..
.
أخذ يعدد كل ما يعرفه من غرف البيت .وترك مربعاً منعزلاً خارج الإطار الذي رسمه ويضم جميع الغرف. فتعجبت ..وقالت له : ولماذا هذه الغرفة خارج البيت ؟ بعيدة عن باقي الغرف؟ أجاب ببراءة : إنها لك سأضعك عندما تكبيرين مثل جدي.. تعيشين كما يعيش جدي.. في تلك الغرفة البعيدة... صعقت الأم لما قاله وليدها!! كلمات قاسية سيرت على لسانه قالها بكل براءة لايعرف ألمها على أذن امه.. أخذها سيل جارف من الاسئلة.. هل سأكون وحيدة خارج البيت في الفناء دون أن أتمتع بالحديث مع ابنائي وأطفالهم . وآنس بكلامهم ومرحهم ولعبهم عندما أعجز عن الحركة ؟ ومن سأكلم حينها ؟ وهل سأقضي ما بقي من عمري وحيدة بين أربعة جدران دون أن أسمع لباقي أفراد أسرتي صوتاً؟هل سأدفن مرتين حية وميتة.. نهضت فزعة مسرعة... ونقلت بسرعة أثاث الغرفة المخصصة لاستقبال الضيوف والتي عادة تكون أجمل الغرف وأكثرها صدارة في الموقع ..وأحضرت سرير عمها ( والد زوجها ) ونقلت الأثاث المخصص للضيوف إلى غرفته خارجاً في الفناء . وما إن عاد الزوج من الخارج حتى فوجئ بما رأى ، وعجب له . فسألها : ما الداعي لهذا التغيير؟!. أجابته والدموع تترقرق في عينيها: اذا أطال الله عمرنا.. فأنني أختار من الان الغرفة التي سنعيش فيها جوار أولادنا مستأنسين بكلماتهم وضحكاتهم وآمالهم....