قصة رحلة _ الشقراء و الحافلة

قصة رحلة _ الشقراء و الحافلة

قصة من مذكراتي

قصة رحلة _ الشقراء و الحافلة
قصة رحلة _ الشقراء و الحافلة
أستطيع أن أصف تلك القصة بأنها متواضعة قليلا لكنني احبب كتابتها وسردها في مذكراتي هي غريبة نوعا ما ولكن هي في الواقع حادثة حصلت اثناء رحلتي في ذالك اليوم الصيفي الحار ، كنت قد صعدت إحدى وسائل النقل التي كانت كل يوم تاخد المسافرين الى المدن المجاورة ، وانا اقصد في رحلتي مدينة تدمر الأثرية لاقوم بإكمال حلقة البحث خاصتي التي اعمل عليها منذ عدة أيام واريد انهائها قبل الموعد المحدد، وانا في "الباص" جلست الى جانب إمرأة مرتبة وجميلة وخمنت ان يكون عمرها في أول الثلاثين كانت صافية البشرة عيناها زرقاوان وواسعتين كادت نظراتها تذهب بألباب الرجال مدببة الأنف يقترب من ثغر مملوء وفاتن قد زينه احمر الشفاه واذا شقت ذالك الثغر برزت اسنانها مصطفة ناصعة البياض كان وجهها متوهجاً كأنها القمر كانت تملك شعراً اشقراً مسترسلاً جذاباً ويعلوه قبعة حمراء واسعة تخفي جمالها حين تخفض راسها الى الاسفل طويلة القامة نحيلة البنية كانت ترتدي معطف احمر اللون يصل إلى أسفل ركبتيها وحذاء احمر يلمع كأنه بريق ساطعا حول قدميها ، وعلى ساعدها حقيبة صغيرة حمراء مع سلسلة صفراء تلتف حولها قد أسندتها ع ركبتيها.. كانت تلك المرأة الفاتنة قد لفتت بشدة انتباه جميع من في الحافلة كانو اغلبهم من الرجال.. في وسط الطريق حيث




كنت اقلب في صفحات كتاب التاريخ وأحاول ربط الأفكار بعضها ببعض . بدى السائق مرتبكا فالحافلة بدأت تصدر صوتاً غريباً توقفت الحافلة فجأة وكان المكان خاليا في وسط صحراء ندر فيها عشب أو خضرة.. قام الساق وترجل من الحافلة وكان ضخم الجثة عظيم المنكبين وضع راحتيه على ركبتيه بحيث يسند جسده وانخفض الى الاسفل لينظر في شي تحت المركبة لكن لم يجد شيئا غريبا بدأ يتمتم ببعض كلمات زرعت الخوف والريبة في قلوب الراكبين الذين كادو يتناسو جمال المرأة الشقراء بسبب عطل الحافلة.. اتجه الرجل الضخم الى مقدمة الحافلة وركلها بعصبية وبعنف فتح غطاءها الأمامي فوجد أن المحرك قد ارتفعت حرارته كان الرجل يطلق نظراته الغريبة تارة الى السماء ثم الحافلة ثم الى المرأة الجميلة .. وفي وسط الهدوء علا صوت مضغ لعلكة قامت المراة الفاتنة بوضعها في فمها وتاخذها يمنة وسيرة .. اما انا فتركت مراقبة الموقف والسائق الذي قام بإخراج صندوق معدات وخازنة ماء كبيرة مصنوعة من النايلون ووضعهم أمام المركبة وزج رأسه ويديه الكبيرتين في المقدمة يقوم بفتح شيء ما. وانا قمت بإخراج قلم من محفظتي فجأة سمعت همس بعض كلمات من رجل نحيل اسمر البشرة خشن الملامح الى جانبه تجلس فتاة في العشرين من عمرها متوسطة القامة حنطية البشرة ممزوجة بسمرة خفيفة ظننت انها زوجته لأنهما كانا يرتديان في أصبعيهما خاتمان وقت لفت الفتاة يد الرجل بيدها كأنها تخاف ان يهرب منها كان يخبرها ان تكف عن ركله على قدمه لأنها أوجعته فتقوم الفتاه بالرد ردا قاسي قائلة اصمت ولا تتفوه بكلمة واحدة .وهددته إن عاد وحاول ان ينظر في المرأة الشقراء ستقوم بلكمه بقوة على مقدمة وجهه .. حاولتُ أن اخرج نفسي من كل هذا القلق المحيط بي وان أركز تفكيري في الكتاب لكن عبثا فقد اقتحم الهدوء صوت إغلاق السائق لغطاء الحافلة بقوة فسقطت القبعة الواسعة عن راس الجميلة.. وامتعض الجميع من هذا الفعل واخيرا أعاد الرجل المعدات الى الحافلة وفتح الباب وصعد الى اليها ونظر الينا كأنه يمنينا انه يقلنا معه.. عادت المركبة للعمل وانطلقت مجددا ..تنفست نفسا عميقا وعاد الموقف الأول النظرات متجهة نحو الشقراء الجميلة .. وبعد دقائق قامت الفتاة الجميلة وأخرجت من حقيبتها مرآت وراحت تنظر فيها وتتأكد من شكلها . 


امل الغريب:
كانت المرأة تملك حقيبة متوسطة الحجم بنية اللون تكاد تتمزق من شدة أمتلائها بأشياء بداخلها وقد وضعتها الى جانب قدميها على الأرضية.. لكنها قامت وفتحت حقيبتها الصغيرة وأخرجت قلامة الأظافر وبدأت تحف أظافرها وطلاء الأظافر الأحمر يعطي جمالا ليديها البيضائتين الناعمتين وعندما انتهت أعادت أغراضها وبدأت تركز نظرها في الطريق كانت متقلبة المزاج مرة هادئة واثقة من نفسها تطلق نظرات الجمال والسحر والقوة .ومرة تبدو كأنها تريد أن تقوم بإخفاء نفسها فتقوم بشد حافة قبعتها الى الاسفل وتدفع حقيبتها البنية الى ناحيتي كانت احيانا تجلعني أشعر بالريبة منها ثم أعود وأفكر أن جمالاً كهذا لا يمكن أن تخيف احد أو تجرح أحد بل هي الملاك الهادء 
كان الجميع في الحافلة عيونهم تحكي ما يدور في خواطرهم كأنها تتحسر قائلة ياليت هذه الجميلة تكون من خاصتي كنت افكر انا ايضاً كم سيكون حظ هذه المرأة كبيراً من المؤاكد أنها تتمتع بحياة هنيئة وأناس يحبونها وأنها بحجم ذالك الجمال اللافت تمتلك رقة وطيبة تظهر في عينيها البراقتين وحنانا يتجلا في إبتسامتها الجذابة وفي ذالك الهدوء وصوت المركبة يهدر وتعرجات الطريق تتسب بهزها وهز الجميع فيها بعد عدة دقائق عاد الشجار المخفي بين الزوجين بسبب الشقراء التي لم تعر اهتماماً لأحد وكان يقابل المرأة الشقراء يجلس رجل قد يوحي أنه أشغل نفسه بهاتف نقال وسماعة قد زرعها في أذنه كان يضع نظارات شمسية كبيرتين وبين الهنيهة والاخرة ينزلها بإصبعه قليلا ليرى من حوله بطريقة غريبة كان أصلع الرأس وصاحب جسد رياضي لاحظتُ أنه كان طوال الوقت يحدق في الفتاة الشقراء وكانت تبادله بنظرات إشمئزاز وإنزعاج .. لا أدري ماالذي جعلني غير مطمئنة وقلقة قليلا لكن لم تكن تلك المرة الوحيدة التي أصعد بها بوسيلة نقل جماعية فالأمر لم يكن جديداً. وحين كنت قد تركت إهتمامي بالكتاب بسبب شعور القلق والتوتر الذي أصابني أصبح الطريق طويلا كأنه لن ينتهي أبدا. قررت أن ألهي نفسي بالمناظر خارج النافذة واتسلا تارة بكتابة شي أتذكره من أفكار تلزمني وبعد مرور الوقت بشكل بطيء وصلنا المدينة فنزل عدد كبير من الركاب وبقيت الشقراء والرجل الأصلع وشاب قد جلس في الخلف كان أنيقا ويرتدي بذلة لونهاسوداء وربطة عنق على قميص ابيض وقبعة سوداء صغيرة دائرية وكان يحمل حقيبة أوراق خاصة ولا ادري ماهي كان الشاب يواصل النظر دائما الى الساعة وايضاً رجل ريفي خلفي يفصل بيننا مقعد فارغ ..وبعد ان بقينا انا وهم والسائق اكمل السائق القيادة فهو لا يتوقف حتى يعود الى العاصمة فجأة في الطريق سمعت صوت سيارات شرطة أطلق صفاراتها عالية وتزيد من سرعتها وتشير الى صاحب الحافلة أن يتوقف هنا توقفت الشقراء ع مضغ العلكة وبدت مرتابة وقد انزلت قبعتها وامسكت بالحقيبة البنية كأنها لاتعرف ما تقوم بفعله ..والرجل الاصلع نزع نظراته وسماعة الهاتف النقال اما الرجل الريفي بدأ يتمتم "يا ويلي ماذا يجري هذا حظي العاثر" والشاب الأنيق كان ارتباكه يجعله يخرج من النافذة اما الساق بدأ يطلق اللعنات على السيارة وعلى هذا العمل الذي لم يكن يعجبه.. 






انا لم أكن أعلم ماذا أفعل وماذا يحدث فقط بدأت اسمع نبضات قلبي تخفق عالياً كأنها تضرب في أذني.. لم ادري ماذا أفعل وضعت اغراضي في حقيبتي وحاولت ان أهدأ واتماسك لكن كنت افشل حتى حدثت نفسي قائلة مابدكي يا بشرة توقفي عن التوتر هذا غير مفيد انت طالبة وجئتي من أجل جمع بعض المعلومات وإكمال حلقة البحث . بدأت أهدأ واضع بعض اللوم على دكتور المادة أو امي التي ايقظتني باكرا أو اخي الصغير الذي لم يتركني اكمل نومي وانسى الذهاب لكي أعود باكرا وأخذه الى حديقة الحيوان في المدينة... وبعد ان استيقظت من كل ذالك الحديث الداخلي فجأة اوقف السائق الحافلة وكان قد أحاط بهاسيارات الشرطة كان الجميع خائفا ويظهر على وجوههم الحيرة والاستغراب مما يجري في حين نزل رجال الشرطة وتوزعو حول الحافلة كان كل واحد منهم كأنه قصة رعب لوحده تحيك تاريخه المليء بالاحداث البوليسية ،نزل السائق قد قطب حاجبيه قائلا ماذا هناك يا شباب. وفجأة قامت الشقراء وامسكت بالحقيبة البنبة خاصتها ودفعتها نحوي بقوة كأنها تتخلص من شيء تكرهه ولا تريد ان تراه بلحظة أن الشرطي فتح باب الحافلة ونظر الينا صرخت الشقراء في وجهي قائلة لماذا تعطيني حقيبتكي يا فتاة ابعديها عني وزجت بها بين يدي هنا علمت أنني بموقف محرج أخبرتها ان تبتعد عني وتاخد الحقيبة فهي ليست لي عادت باتهامي أنني اريد ان الصق تهمة امتلاك الحقيبة لها وفجأة اوقف الشرطي الحديث كان رجل وسيم الوجع مفتول العضلاة وطويل القامة ابيض البشرة شعره ناعما اسوداللون وبعينين واسعتين وحدقتيه سوداوين لامعتين وجذاب الملامح نظر الى الشقراء بنظرة دهشة فذالك طبيعي إنها امراة شديدة الجمال ونظر الي نظرة هادئة كأنه يقول لي إهدأي أخذ الحقيبة وأعطاها لصاحبه وعندما فتحها وجد قطعتين أثريتين مخبأتين في كيس مملوء بالطحين 





قام الشرطة وأنزلنا جميع من الحافلة واقلنا في سياراتهم صعد السائق الحافلة واتجهنا جميعا الى القسم في المدينة كان من الممنوع الحديث داخل السيارة لكن الشرطي الوسيم خاطبني قائلا ماذا جاء بكي الى هنا لوحدكي انت فتاة صغيرة على ما يبدو وهل تعرفين تلك المرأة الشقراء كان كلماته كالمهدء الذي جاء في وقته فقد كدتُ اجهش بالبكاء مما حدث لي فأنا جئت إلى تدمر وكان بانتظاري صديقي مازن لكي نذهب الى آثار تدمر ونقوم ببعض الرسومات وجمع بعض المعلومات والصور وأن تلك المرأة لا أعرفها وأنها قامت بإلقاء حقيبتها الى . أخبرته بذالك فقال لي حسنا لاتقلقلي ستظهر الحقيقة.. لم أكن أعلم حال المرأة الشقراء ولا الرجل الاصلع فقد كنت في السيارة مع الشاب الأنيق فقط والرجل الريفي كان مع الباقين في سيارة أُخرى ، بدأ الطريق أكثر طولا وكأن السائق يقود السيارة على طريق مملوء بالمسامير ، 
واخيرا وصلنا إلى القسم وهنا طلبت مني الشرطي ان اتصل بأحد  اقربائي فسمح لي بذالك وفعلاً أخبرت امي بما حدث وجائت المساعدة الرائعه من امي التي لطالما كانت هي قلبي ونبضه الذي يزودني بالحياة والطاقة أخذني الشرطي الى غرفة أخرى بدأ يسألني ويحقق معي وبعد أن أخبرته بكل شيء فقال لي سيكون كل شيء بخير كان ذالك الشرطي الوسيم يحدثني كأنني شخصا يعرفه ويهمه امري كثيراً كانت نظراته هادئة ومطمئنه لم أكن أعرف كيف أصفه.. أخبرني ان علي ان ابقى هنا ريثما يتم اجراءات التحقيق ..وجائت امي لم تحدثني بشي سوا انها قالت لي لا عليكي سأراكي قريبا وحل المساء وانا انتظر والصبر يكاد ينفذ مني وعندما بدأت أجواء الليل وهدوء المساء يكمل هدوء الوحدة المربكة..
فجأة فتح الباب كان الشرطي يقول لي هيا عليكي ان تخرجي انتهى كل شيء سألته مالذي جرا فقال لي أن المرأة الشقراء كانت مزورة آثار وكانت في مهمة لمجموعة من اللصوص ينتظرونها شرقي الأماكن الأثرية في تدمر.. وأما الاخرين فلم يكونو متورطين بشيء كل منهم ذهب بطريقه ...

اخيرا خرجت وعدت إلى البيت لم يكن في بالي سوى ان أعانق وسادتي واغرق بنوم يزيل كل التعب النفسي والجسدي الذي عانيته في ذالك اليوم وبعد عدة أيام سمعت صوت هاتفي النقال يرن أجبت فإذا الشرطي الوسيم يتحدث ليطمئن على صحتي أستغربت منه وكيف حصل على رقمي الهاتفي قال أنه حصل عليه بسبب الحادثة السابقة... لكن لا أدري قد يكون شخصا مقرباً لاحقا ً وتركت ذالك للأيام...... .








اقرأ ايضا :

قصة مدهشة جدا... الملك الماكر والرجل الذكي
قصة التاجر و البحر في غاية الروعة ( وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم)
قصة طريفة و معبرة - ﺃﺫﻛﻰ ﻣﻬﺮﺏ ﺑﺎﻟﻌﺎﻟﻢ
قصة طريفة - بعد ثلاث سنوات على زواجه 
قصة قصيرة و عبرة كبيرة _ المعلم الرياضيات الحكيم
أغبي معارك التاريخ معركة إنتصر فيها المسلمون دون أن يدخلوها
قصة كفى بالله كفيلا
قصة رائعة الملك العادل و اللص المحترف