قصة ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻷﺧﺪﻭﺩ








قصة ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻷﺧﺪﻭﺩ
قصة أصحاب الأخدود هي قصة ذكرت في القرآن تتحدث عن ملك ظالم آمن شعبه بالله، فرفض إيمانهم، وحفر الأخاديد وأشعلها بالنار وألقي فيها كل من آمن بهذا الدين الجديد.

قصة ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻷﺧﺪﻭﺩ






ﺇﻧﻬﺎ ﻗﺼﺔ ﻓﺘﺎً ﺁﻣﻦ، ﻓﺼﺒﺮ ﻭﺛﺒﺖ، ﻓﺂﻣﻨﺖ ﻣﻌﻪ ﻗﺮﻳﺘﻪ .
ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻏﻼﻣﺎ ﻧﺒﻴﻬﺎ، ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻗﺪ ﺁﻣﻦ ﺑﻌﺪ . ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﻗﺮﻳﺔ ﻣﻠﻜﻬﺎ ﻛﺎﻓﺮ ﻳﺪّﻋﻲ ﺍﻷﻟﻮﻫﻴﺔ . ﻭﻛﺎﻥ ﻟﻠﻤﻠﻚ ﺳﺎﺣﺮ ﻳﺴﺘﻌﻴﻦ ﺑﻪ . ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻘﺪّﻡ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﺑﺎﻟﺴﺎﺣﺮ، ﻃﻠﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺃﻥ ﻳﺒﻌﺚ ﻟﻪ ﻏﻼﻣﺎ ﻳﻌﻠّﻤﻪ ﺍﻟﺴﺤﺮ ﻟﻴﺤﻞّ ﻣﺤﻠﻪ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺗﻪ . ﻓﺎﺧﺘﻴﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻐﻼﻡ ﻭﺃُﺭﺳﻞ ﻟﻠﺴﺎﺣﺮ .
ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻟﻐﻼﻡ ﻳﺬﻫﺐ ﻟﻠﺴﺎﺣﺮ ﻟﻴﺘﻌﻠﻢ ﻣﻨﻪ، ﻭﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﻤﺮّ ﻋﻠﻰ ﺭﺍﻫﺐ . ﻓﺠﻠﺲ ﻣﻌﻪ ﻣﺮﺓ ﻭﺃﻋﺠﺒﻪ ﻛﻼﻣﻪ . ﻓﺼﺎﺭ ﻳﺠﻠﺲ ﻣﻊ ﺍﻟﺮﺍﻫﺐ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺮﺓ ﻳﺘﻮﺟﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﺎﺣﺮ . ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺴﺎﺣﺮ ﻳﻀﺮﺑﻪ ﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﺤﻀﺮ . ﻓﺸﻜﻰ ﺫﻟﻚ ﻟﻠﺮﺍﻫﺐ . ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺮﺍﻫﺐ : ﺇﺫﺍ ﺧﺸﻴﺖ ﺍﻟﺴﺎﺣﺮ ﻓﻘﻞ ﺣﺒﺴﻨﻲ ﺃﻫﻠﻲ، ﻭﺇﺫﺍ ﺧﺸﻴﺖ ﺃﻫﻠﻚ ﻓﻘﻞ ﺣﺒﺴﻨﻲ ﺍﻟﺴﺎﺣﺮ .
ﻭﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻪ ﻓﻲ ﺃﺣﺪ ﺍﻷﻳﺎﻡ، ﻓﺈﺫﺍ ﺑﺤﻴﻮﺍﻥ ﻋﻈﻴﻢ ﻳﺴﺪّ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻨﺎﺱ . ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻐﻼﻡ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ، ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺃﻋﻠﻢ ﺃﻳﻬﻢ ﺃﻓﻀﻞ، ﺍﻟﺴﺎﺣﺮ ﺃﻡ ﺍﻟﺮﺍﻫﺐ . ﺛﻢ ﺃﺧﺬ ﺣﺠﺮﺍ ﻭﻗﺎﻝ : ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﺮﺍﻫﺐ ﺃﺣﺐ ﺇﻟﻴﻚ ﻣﻦ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﺴﺎﺣﺮ ﻓﺎﻗﺘﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺍﺑﺔ ﺣﺘﻰ ﻳﻤﻀﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱ . ﺛﻢ ﺭﻣﻰ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻥ ﻓﻘﻠﺘﻪ، ﻭﻣﻀﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻬﻢ . ﻓﺘﻮﺟﻪ ﺍﻟﻐﻼﻡ ﻟﻠﺮﺍﻫﺐ ﻭﺃﺧﺒﺮﻩ ﺑﻤﺎ ﺣﺪﺙ . ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺮﺍﻫﺐ : ﻳﺎ ﺑﻨﻰ، ﺃﻧﺖ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻨﻲ، ﻭﺇﻧﻚ ﺳﺘﺒﺘﻠﻰ، ﻓﺈﺫﺍ ﺍﺑﺘﻠﻴﺖ ﻓﻼ ﺗﺪﻝّ ﻋﻠﻲّ .
ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻐﻼﻡ ﺑﺘﻮﻓﻴﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺒﺮﺉ ﺍﻷﻛﻤﻪ ﻭﺍﻷﺑﺮﺹ ﻭﻳﻌﺎﻟﺞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ . ﻓﺴﻤﻊ ﺑﻪ ﺃﺣﺪ ﺟﻠﺴﺎﺀ ﺍﻟﻤﻠﻚ، ﻭﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﻓَﻘَﺪَ ﺑﺼﺮﻩ . ﻓﺠﻤﻊ ﻫﺪﺍﻳﺎ ﻛﺜﺮﺓ ﻭﺗﻮﺟﻪ ﺑﻬﺎ ﻟﻠﻐﻼﻡ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ : ﺃﻋﻄﻴﻚ ﺟﻤﻴﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻬﺪﺍﻳﺔ ﺇﻥ ﺷﻔﻴﺘﻨﻲ . ﻓﺄﺟﺎﺏ ﺍﻟﻐﻼﻡ : ﺃﻧﺎ ﻻ ﺃﺷﻔﻲ ﺃﺣﺪﺍ، ﺇﻧﻤﺎ ﻳﺸﻔﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻓﺈﻥ ﺁﻣﻨﺖ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺩﻋﻮﺕ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﺸﻔﺎﻙ . ﻓﺂﻣﻦ ﺟﻠﻴﺲ ﺍﻟﻤﻠﻚ، ﻓﺸﻔﺎﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ .
ﻓﺬﻫﺐ ﺟﻠﻴﺲ ﺍﻟﻤﻠﺠﺲ، ﻭﻗﻌﺪ ﺑﺠﻮﺍﺭ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻌﺪ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻔﻘﺪ ﺑﺼﺮﻩ . ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﻤﻠﻚ : ﻣﻦ ﺭﺩّ ﻋﻠﻴﻚ ﺑﺼﺮﻙ؟ ﻓﺄﺟﺎﺏ ﺍﻟﺠﻠﻴﺲ ﺑﺜﻘﺔ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ : ﺭﺑّﻲ . ﻓﻐﻀﺐ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻭﻗﺎﻝ : ﻭﻟﻚ ﺭﺏّ ﻏﻴﺮﻱ؟ ﻓﺄﺟﺎﺏ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺗﺮﺩﺩ : ﺭﺑّﻲ ﻭﺭﺑّﻚ ﺍﻟﻠﻪ . ﻓﺜﺎﺭ ﺍﻟﻤﻠﻚ، ﻭﺃﻣﺮ ﺑﺘﻌﺬﻳﺒﻪ . ﻓﻠﻢ ﻳﺰﺍﻟﻮﺍ ﻳﻌﺬّﺑﻮﻧﻪ ﺣﺘﻰ ﺩﻝّ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻐﻼﻡ .
ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺑﺈﺣﻀﺎﺭ ﺍﻟﻐﻼﻡ، ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﻣﺨﺎﻃﺒﺎ : ﻳﺎ ﺑﻨﻲ، ﻟﻘﺪ ﺑﻠﻐﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺤﺮ ﻣﺒﻠﻐﺎ ﻋﻈﻴﻤﺎ، ﺣﺘﻰ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺗﺒﺮﺉ ﺍﻷﻛﻤﻪ ﻭﺍﻷﺑﺮﺹ ﻭﺗﻔﻌﻞ ﻭﺗﻔﻌﻞ . ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻐﻼﻡ : ﺇﻧﻲ ﻻ ﺃﺷﻔﻲ ﺃﺣﺪﺍ، ﺇﻧﻤﺎ ﻳﺸﻔﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ . ﻓﺄﻣﺮ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺑﺘﻌﺬﻳﺒﻪ . ﻓﻌﺬّﺑﻮﻩ ﺣﺘﻰ ﺩﻝّ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺍﻫﺐ .
ﻓﺄُﺣﻀﺮ ﺍﻟﺮﺍﻫﺐ ﻭﻗﻴﻞ ﻟﻪ : ﺍﺭﺟﻊ ﻋﻦ ﺩﻳﻨﻚ . ﻓﺄﺑﻰ ﺍﻟﺮﺍﻫﺐ ﺫﻟﻚ . ﻭﺟﻴﺊ ﺑﻤﺸﺎﺭ، ﻭﻭﺿﻊ ﻋﻠﻰ ﻣﻔﺮﻕ ﺭﺃﺳﻪ، ﺛﻢ ﻧُﺸِﺮَ ﻓﻮﻗﻊ ﻧﺼﻔﻴﻦ . ﺛﻢ ﺃﺣﻀﺮ ﺟﻠﻴﺲ ﺍﻟﻤﻠﻚ، ﻭﻗﻴﻞ ﻟﻪ : ﺍﺭﺟﻊ ﻋﻦ ﺩﻳﻨﻚ . ﻓﺄﺑﻰ . ﻓَﻔُﻌِﻞَ ﺑﻪ ﻛﻤﺎ ﻓُﻌِﻞَ ﺑﺎﻟﺮﺍﻫﺐ . ﺛﻢ ﺟﻴﺊ ﺑﺎﻟﻐﻼﻡ ﻭﻗﻴﻞ ﻟﻪ : ﺍﺭﺟﻊ ﻋﻦ ﺩﻳﻨﻚ . ﻓﺄﺑﻰ ﺍﻟﻐﻼﻡ . ﻓﺄﻣﺮ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺑﺄﺧﺬ ﺍﻟﻐﻼﻡ ﻟﻘﻤﺔ ﺟﺒﻞ، ﻭﺗﺨﻴﻴﺮﻩ ﻫﻨﺎﻙ، ﻓﺈﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﺘﺮﻙ ﺩﻳﻨﻪ ﺃﻭ ﺃﻥ ﻳﻄﺮﺣﻮﻩ ﻣﻦ ﻗﻤﺔ ﺍﻟﺠﺒﻞ .
ﻓﺄﺧﺬ ﺍﻟﺠﻨﻮﺩ ﺍﻟﻐﻼﻡ، ﻭﺻﻌﺪﻭﺍ ﺑﻪ ﺍﻟﺠﺒﻞ، ﻓﺪﻋﻰ ﺍﻟﻔﺘﻰ ﺭﺑﻪ : ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﻛﻔﻨﻴﻬﻢ ﺑﻤﺎ ﺷﺌﺖ . ﻓﺎﻫﺘﺰّ ﺍﻟﺠﺒﻞ ﻭﺳﻘﻂ ﺍﻟﺠﻨﻮﺩ . ﻭﺭﺟﻊ ﺍﻟﻐﻼﻡ ﻳﻤﺸﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻠﻚ . ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻤﻠﻚ : ﺃﻳﻦ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻣﻌﻚ؟ ﻓﺄﺟﺎﺏ : ﻛﻔﺎﻧﻴﻬﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ . ﻓﺄﻣﺮ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺟﻨﻮﺩﻩ ﺑﺤﻤﻞ ﺍﻟﻐﻼﻡ ﻓﻲ ﺳﻔﻴﻨﺔ، ﻭﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﺑﻪ ﻟﻮﺳﻂ ﺍﻟﺒﺤﺮ، ﺛﻢ ﺗﺨﻴﻴﺮﻩ ﻫﻨﺎﻙ ﺑﺎﻟﺮﺟﻮﻉ ﻋﻦ ﺩﻳﻨﻪ ﺃﻭ ﺇﻟﻘﺎﺀﻩ .
ﻓﺬﻫﺒﻮﺍ ﺑﻪ، ﻓﺪﻋﻰ ﺍﻟﻐﻼﻡ ﺍﻟﻠﻪ : ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﻛﻔﻨﻴﻬﻢ ﺑﻤﺎ ﺷﺌﺖ . ﻓﺎﻧﻘﻠﺒﺖ ﺑﻬﻢ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻭﻏﺮﻕ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺇﻻ ﺍﻟﻐﻼﻡ . ﺛﻢ ﺭﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻠﻚ . ﻓﺴﺄﻟﻪ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺑﺎﺳﺘﻐﺮﺍﺏ : ﺃﻳﻦ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻣﻌﻚ؟ ﻓﺄﺟﺎﺏ ﺍﻟﻐﻼﻡ ﺍﻟﻤﺘﻮﻛﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ : ﻛﻔﺎﻧﻴﻬﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ . ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﻟﻠﻤﻠﻚ : ﺇﻧﻚ ﻟﻦ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﻗﺘﻠﻲ ﺣﺘﻰ ﺗﻔﻌﻞ ﻣﺎ ﺁﻣﺮﻙ ﺑﻪ . ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻤﻠﻚ : ﻣﺎ ﻫﻮ؟ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻔﺘﻰ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ : ﺃﻥ ﺗﺠﻤﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﻭﺍﺣﺪ، ﻭﺗﺼﻠﺒﻲ ﻋﻠﻰ ﺟﺬﻉ، ﺛﻢ ﺗﺄﺧﺬ ﺳﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﻛﻨﺎﻧﺘﻲ، ﻭﺗﻀﻊ ﺍﻟﺴﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻮﺱ، ﻭﺗﻘﻮﻝ " ﺑﺴﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺭﺏّ ﺍﻟﻐﻼﻡ " ﺛﻢ ﺍﺭﻣﻨﻲ، ﻓﺈﻥ ﻓﻌﻠﺖ ﺫﻟﻚ ﻗﺘﻠﺘﻨﻲ .
ﺍﺳﺘﺒﺸﺮ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ . ﻓﺄﻣﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻮﺭ ﺑﺠﻤﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻭﺻﻠﺐ ﺍﻟﻔﺘﻰ ﺃﻣﺎﻣﻬﻢ . ﺛﻢ ﺃﺧﺬ ﺳﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﻛﻨﺎﻧﺘﻪ، ﻭﻭﺿﻊ ﺍﻟﺴﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻮﺱ، ﻭﻗﺎﻝ : ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺭﺏّ ﺍﻟﻐﻼﻡ، ﺛﻢ ﺭﻣﺎﻩ ﻓﺄﺻﺎﺑﻪ ﻓﻘﺘﻠﻪ .
ﻓﺼﺮﺥ ﺍﻟﻨﺎﺱ : ﺁﻣﻨﺎ ﺑﺮﺏّ ﺍﻟﻐﻼﻡ . ﻓﻬﺮﻉ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ : ﺃﺭﺃﻳﺖ ﻣﺎ ﻛﻨﺖ ﺗﺨﺸﺎﻩ ! ﻟﻘﺪ ﻭﻗﻊ، ﻟﻘﺪ ﺁﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ .
ﻓﺄﻣﺮ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺑﺤﻔﺮ ﺷﻖّ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ، ﻭﺇﺷﻌﺎﻝ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻓﻴﻬﺎ . ﺛﻢ ﺃﻣﺮ ﺟﻨﻮﺩﻩ، ﺑﺘﺨﻴﻴﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻓﺈﻣﺎ ﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﻋﻦ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ، ﺃﻭ ﺇﻟﻘﺎﺋﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺭ . ﻓﻔﻌﻞ ﺍﻟﺠﻨﻮﺩ ﺫﻟﻚ، ﺣﺘﻰ ﺟﺎﺀ ﺩﻭﺭ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻭﻣﻌﻬﺎ ﺻﺒﻲ ﻟﻬﺎ، ﻓﺨﺎﻓﺖ ﺃﻥ ﺗُﺮﻣﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺭ . ﻓﺄﻟﻬﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺼﺒﻲ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻬﺎ : ﻳﺎ ﺃﻣّﺎﻩ ﺍﺻﺒﺮﻱ ﻓﺈﻧﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻖ .