ﻗﺼﺔ ﻗﺎﺑﻴﻞ ﻭ ﻫﺎﺑﻴﻞ
- قابيل وهابيل ابنا آدم عليه السلام
ﻣﻮﻗﻊ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ :
ﻭﺭﺩ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﺎﺋﺪﺓ ﺍﻵﻳﺎﺕ .31-27
ﺍﻟﻘﺼﺔ :
ﻳﺮﻭﻱ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻗﺼﺔ ﺍﺑﻨﻴﻦ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺁﺩﻡ ﻫﻤﺎ ﻫﺎﺑﻴﻞ ﻭﻗﺎﺑﻴﻞ . ﺣﻴﻦ ﻭﻗﻌﺖ ﺃﻭﻝ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﻗﺘﻞ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ . ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻗﺼﺘﻬﻤﺎ ﻛﺎﻟﺘﺎﻟﻲ .
ﻛﺎﻧﺖ ﺣﻮﺍﺀ ﺗﻠﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻄﻦ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺍﺑﻨﺎ ﻭﺑﻨﺘﺎ . ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺒﻄﻦ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ﺍﺑﻨﺎ ﻭﺑﻨﺘﺎ . ﻓﻴﺤﻞ ﺯﻭﺍﺝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺒﻄﻦ ﺍﻷﻭﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻄﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ .. ﻭﻳﻘﺎﻝ ﺃﻥ ﻗﺎﺑﻴﻞ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﻳﺪ ﺯﻭﺟﺔ ﻫﺎﺑﻴﻞ ﻟﻨﻔﺴﻪ .. ﻑﺃﻣﺮﻫﻤﺎ ﺁﺩﻡ ﺃﻥ ﻳﻘﺪﻣﺎ ﻗﺮﺑﺎﻧﺎ، ﻓﻘﺪﻡ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻗﺮﺑﺎﻧﺎ، ﻓﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﻫﺎﺑﻴﻞ ﻭﻟﻢ ﻳﺘﻘﺒﻞ ﻣﻦ ﻗﺎﺑﻴﻞ . ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﺓ ( ﺍﻟﻤﺎﺋﺪﺓ ) :
ﻭَﺍﺗْﻞُ ﻋَﻠَﻴْﻬِﻢْ ﻧَﺒَﺄَ ﺍﺑْﻨَﻲْ ﺁﺩَﻡَ ﺑِﺎﻟْﺤَﻖِّ ﺇِﺫْ ﻗَﺮَّﺑَﺎ ﻗُﺮْﺑَﺎﻧًﺎ ﻓَﺘُﻘُﺒِّﻞَ ﻣِﻦ ﺃَﺣَﺪِﻫِﻤَﺎ ﻭَﻟَﻢْ ﻳُﺘَﻘَﺒَّﻞْ ﻣِﻦَ ﺍﻵﺧَﺮِ ﻗَﺎﻝَ ﻟَﺄَﻗْﺘُﻠَﻨَّﻚَ ﻗَﺎﻝَ ﺇِﻧَّﻤَﺎ ﻳَﺘَﻘَﺒَّﻞُ ﺍﻟﻠّﻪُ ﻣِﻦَ ﺍﻟْﻤُﺘَّﻘِﻴﻦَ ( 27 ) ﻟَﺌِﻦ ﺑَﺴَﻄﺖَ ﺇِﻟَﻲَّ ﻳَﺪَﻙَ ﻟِﺘَﻘْﺘُﻠَﻨِﻲ ﻣَﺎ ﺃَﻧَﺎْ ﺑِﺒَﺎﺳِﻂٍ ﻳَﺪِﻳَﺈِﻟَﻴْﻚَ ﻟَﺄَﻗْﺘُﻠَﻚَ ﺇِﻧِّﻲ ﺃَﺧَﺎﻑُ ﺍﻟﻠّﻪَ ﺭَﺏَّ ﺍﻟْﻌَﺎﻟَﻤِﻴﻦَ ( 28 ) ( ﺍﻟﻤﺎﺋﺪﺓ )
ﻻﺣﻆ ﻛﻴﻒ ﻳﻨﻘﻞ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﻘﺘﻴﻞ ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ، ﻭﻳﺘﺠﺎﻫﻞ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﺗﻞ . ﻋﺎﺩ ﺍﻟﻘﺎﺗﻞ ﻳﺮﻓﻊ ﻳﺪﻩ ﻣﻬﺪﺩﺍ .. ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻘﺘﻴﻞ ﻓﻲ ﻫﺪﻭﺀ :
ﺇِﻧِّﻲ ﺃُﺭِﻳﺪُ ﺃَﻥ ﺗَﺒُﻮﺀَ ﺑِﺈِﺛْﻤِﻲ ﻭَﺇِﺛْﻤِﻚَ ﻓَﺘَﻜُﻮﻥَ ﻣِﻦْ ﺃَﺻْﺤَﺎﺏِ ﺍﻟﻨَّﺎﺭِ ﻭَﺫَﻟِﻚَ ﺟَﺰَﺍﺀ ﺍﻟﻈَّﺎﻟِﻤِﻴﻦَ ( 29 ) ( ﺍﻟﻤﺎﺋﺪﺓ )
ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻭﺍﻧﺼﺮﻑ ﺍﻟﺸﺮﻳﺮ ﻭﺗﺮﻙ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﻣﺆﻗﺘﺎ . ﺑﻌﺪ ﺃﻳﺎﻡ .. ﻛﺎﻥ ﺍﻷﺥ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﻧﺎﺋﻤﺎ ﻭﺳﻂ ﻏﺎﺑﺔ ﻣﺸﺠﺮﺓ .. ﻓﻘﺎﻡ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﺧﻮﻩ ﻗﺎﺑﻴﻞ ﻓﻘﺘﻠﻪ . ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : " ﻻ ﺗﻘﺘﻞ ﻧﻔﺲ ﻇﻠﻤﺎ ﺇﻻ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﺑﻦ ﺁﺩﻡ ﺍﻷﻭﻝ ﻛﻔﻞ ﻣﻦ ﺩﻣﻬﺎ ﻷﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﺳﻦ ﺍﻟﻘﺘﻞ ." ﺟﻠﺲ ﺍﻟﻘﺎﺗﻞ ﺃﻣﺎﻡ ﺷﻘﻴﻘﻪ ﺍﻟﻤﻠﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ . ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺥ ﺍﻟﻘﺘﻴﻞ ﺃﻭﻝ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻳﻤﻮﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ .. ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺩﻓﻦ ﺍﻟﻤﻮﺗﻰ ﺷﻴﺌﺎ ﻗﺪ ﻋﺮﻑ ﺑﻌﺪ . ﻭﺣﻤﻞ ﺍﻷﺥ ﺟﺜﺔ ﺷﻘﻴﻘﻪ ﻭﺭﺍﺡ ﻳﻤﺸﻲ ﺑﻬﺎ .. ﺛﻢ ﺭﺃﻯ ﺍﻟﻘﺎﺗﻞ ﻏﺮﺍﺑﺎ ﺣﻴﺎ ﺑﺠﺎﻧﺐ ﺟﺜﺔ ﻏﺮﺍﺏ ﻣﻴﺖ . ﻭﺿﻊ ﺍﻟﻐﺮﺍﺏ ﺍﻟﺤﻲ ﺍﻟﻐﺮﺍﺏ ﺍﻟﻤﻴﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺳﺎﻭﻯ ﺃﺟﻨﺤﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﺟﻮﺍﺭﻩ ﻭﺑﺪﺃ ﻳﺤﻔﺮ ﺍﻷﺭﺽ ﺑﻤﻨﻘﺎﺭﻩ ﻭﻭﺿﻌﻪ ﺑﺮﻓﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺒﺮ ﻭﻋﺎﺩ ﻳﻬﻴﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ .. ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻃﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻮ ﻭﻫﻮ ﻳﺼﺮﺥ .
ﺍﻧﺪﻟﻊ ﺣﺰﻥ ﻗﺎﺑﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﺧﻴﻪ ﻫﺎﺑﻴﻞ ﻛﺎﻟﻨﺎﺭ ﻓﺄﺣﺮﻗﻪ ﺍﻟﻨﺪﻡ . ﺍﻛﺘﺸﻒ ﺃﻧﻪ ﻭﻫﻮ ﺍﻷﺳﻮﺃ ﻭﺍﻷﺿﻌﻒ، ﻗﺪ ﻗﺘﻞ ﺍﻷﻓﻀﻞ ﻭﺍﻷﻗﻮﻯ . ﻧﻘﺺ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺁﺩﻡ ﻭﺍﺣﺪﺍ . ﻭﻛﺴﺐ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻭﺍﺣﺪﺍ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺁﺩﻡ . ﻭﺍﻫﺘﺰ ﺟﺴﺪ ﺍﻟﻘﺎﺗﻞ ﺑﺒﻜﺎﺀ ﻋﻨﻴﻒ ﺛﻢ ﺃﻧﺸﺐ ﺃﻇﺎﻓﺮﻩ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺭﺍﺡ ﻳﺤﻔﺮ ﻗﺒﺮ ﺷﻘﻴﻘﻪ .
ﻗﺎﻝ ﺁﺩﻡ ﺣﻴﻦ ﻋﺮﻑ ﺍﻟﻘﺼﺔ : ( ﻫَﺬَﺍ ﻣِﻦْ ﻋَﻤَﻞِ ﺍﻟﺸَّﻴْﻄَﺎﻥِ ﺇِﻧَّﻪُ ﻋَﺪُﻭٌّ ﻣُّﻀِﻞٌّ ﻣُّﺒﻴﻦٌ )
ﻭﺣﺰﻥ ﺣﺰﻧﺎ ﺷﺪﻳﺪﺍ ﻋﻠﻰ ﺧﺴﺎﺭﺗﻪ ﻓﻲ ﻭﻟﺪﻳﻪ . ﻣﺎﺕ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ، ﻭﻛﺴﺐ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ . ﺻﻠﻰ ﺁﺩﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﺑﻨﻪ، ﻭﻋﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ : ﺇﻧﺴﺎﻧﺎ ﻳﻌﻤﻞ ﻭﻳﺸﻘﻰ ﻟﻴﺼﻨﻊ ﺧﺒﺰﻩ . ﻭﻧﺒﻴﺎ ﻳﻌﻆ ﺃﺑﻨﺎﺋﻪ ﻭﺃﺣﻔﺎﺩﻩ ﻭﻳﺤﺪﺛﻬﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻳﺪﻋﻮﻫﻢ ﺇﻟﻴﻪ، ﻭﻳﺤﻜﻲ ﻟﻬﻢ ﻋﻦ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻭﻳﺤﺬﺭﻫﻢ ﻣﻨﻪ . ﻭﻳﺮﻭﻱ ﻟﻬﻢ ﻗﺼﺘﻪ ﻫﻮ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻌﻪ، ﻭﻳﻘﺺ ﻟﻬﻢ ﻗﺼﺘﻪ ﻣﻊ ﺍﺑﻨﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺩﻓﻌﻪ ﻟﻘﺘﻞ ﺷﻘﻴﻘﻪ
ﻭﺭﺩ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﺎﺋﺪﺓ ﺍﻵﻳﺎﺕ .31-27
ﺍﻟﻘﺼﺔ :
ﻳﺮﻭﻱ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻗﺼﺔ ﺍﺑﻨﻴﻦ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺁﺩﻡ ﻫﻤﺎ ﻫﺎﺑﻴﻞ ﻭﻗﺎﺑﻴﻞ . ﺣﻴﻦ ﻭﻗﻌﺖ ﺃﻭﻝ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﻗﺘﻞ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ . ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻗﺼﺘﻬﻤﺎ ﻛﺎﻟﺘﺎﻟﻲ .
ﻛﺎﻧﺖ ﺣﻮﺍﺀ ﺗﻠﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻄﻦ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺍﺑﻨﺎ ﻭﺑﻨﺘﺎ . ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺒﻄﻦ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ﺍﺑﻨﺎ ﻭﺑﻨﺘﺎ . ﻓﻴﺤﻞ ﺯﻭﺍﺝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺒﻄﻦ ﺍﻷﻭﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻄﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ .. ﻭﻳﻘﺎﻝ ﺃﻥ ﻗﺎﺑﻴﻞ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﻳﺪ ﺯﻭﺟﺔ ﻫﺎﺑﻴﻞ ﻟﻨﻔﺴﻪ .. ﻑﺃﻣﺮﻫﻤﺎ ﺁﺩﻡ ﺃﻥ ﻳﻘﺪﻣﺎ ﻗﺮﺑﺎﻧﺎ، ﻓﻘﺪﻡ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻗﺮﺑﺎﻧﺎ، ﻓﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﻫﺎﺑﻴﻞ ﻭﻟﻢ ﻳﺘﻘﺒﻞ ﻣﻦ ﻗﺎﺑﻴﻞ . ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﺓ ( ﺍﻟﻤﺎﺋﺪﺓ ) :
ﻭَﺍﺗْﻞُ ﻋَﻠَﻴْﻬِﻢْ ﻧَﺒَﺄَ ﺍﺑْﻨَﻲْ ﺁﺩَﻡَ ﺑِﺎﻟْﺤَﻖِّ ﺇِﺫْ ﻗَﺮَّﺑَﺎ ﻗُﺮْﺑَﺎﻧًﺎ ﻓَﺘُﻘُﺒِّﻞَ ﻣِﻦ ﺃَﺣَﺪِﻫِﻤَﺎ ﻭَﻟَﻢْ ﻳُﺘَﻘَﺒَّﻞْ ﻣِﻦَ ﺍﻵﺧَﺮِ ﻗَﺎﻝَ ﻟَﺄَﻗْﺘُﻠَﻨَّﻚَ ﻗَﺎﻝَ ﺇِﻧَّﻤَﺎ ﻳَﺘَﻘَﺒَّﻞُ ﺍﻟﻠّﻪُ ﻣِﻦَ ﺍﻟْﻤُﺘَّﻘِﻴﻦَ ( 27 ) ﻟَﺌِﻦ ﺑَﺴَﻄﺖَ ﺇِﻟَﻲَّ ﻳَﺪَﻙَ ﻟِﺘَﻘْﺘُﻠَﻨِﻲ ﻣَﺎ ﺃَﻧَﺎْ ﺑِﺒَﺎﺳِﻂٍ ﻳَﺪِﻳَﺈِﻟَﻴْﻚَ ﻟَﺄَﻗْﺘُﻠَﻚَ ﺇِﻧِّﻲ ﺃَﺧَﺎﻑُ ﺍﻟﻠّﻪَ ﺭَﺏَّ ﺍﻟْﻌَﺎﻟَﻤِﻴﻦَ ( 28 ) ( ﺍﻟﻤﺎﺋﺪﺓ )
ﻻﺣﻆ ﻛﻴﻒ ﻳﻨﻘﻞ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﻘﺘﻴﻞ ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ، ﻭﻳﺘﺠﺎﻫﻞ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﺗﻞ . ﻋﺎﺩ ﺍﻟﻘﺎﺗﻞ ﻳﺮﻓﻊ ﻳﺪﻩ ﻣﻬﺪﺩﺍ .. ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻘﺘﻴﻞ ﻓﻲ ﻫﺪﻭﺀ :
ﺇِﻧِّﻲ ﺃُﺭِﻳﺪُ ﺃَﻥ ﺗَﺒُﻮﺀَ ﺑِﺈِﺛْﻤِﻲ ﻭَﺇِﺛْﻤِﻚَ ﻓَﺘَﻜُﻮﻥَ ﻣِﻦْ ﺃَﺻْﺤَﺎﺏِ ﺍﻟﻨَّﺎﺭِ ﻭَﺫَﻟِﻚَ ﺟَﺰَﺍﺀ ﺍﻟﻈَّﺎﻟِﻤِﻴﻦَ ( 29 ) ( ﺍﻟﻤﺎﺋﺪﺓ )
ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻭﺍﻧﺼﺮﻑ ﺍﻟﺸﺮﻳﺮ ﻭﺗﺮﻙ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﻣﺆﻗﺘﺎ . ﺑﻌﺪ ﺃﻳﺎﻡ .. ﻛﺎﻥ ﺍﻷﺥ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﻧﺎﺋﻤﺎ ﻭﺳﻂ ﻏﺎﺑﺔ ﻣﺸﺠﺮﺓ .. ﻓﻘﺎﻡ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﺧﻮﻩ ﻗﺎﺑﻴﻞ ﻓﻘﺘﻠﻪ . ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : " ﻻ ﺗﻘﺘﻞ ﻧﻔﺲ ﻇﻠﻤﺎ ﺇﻻ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﺑﻦ ﺁﺩﻡ ﺍﻷﻭﻝ ﻛﻔﻞ ﻣﻦ ﺩﻣﻬﺎ ﻷﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﺳﻦ ﺍﻟﻘﺘﻞ ." ﺟﻠﺲ ﺍﻟﻘﺎﺗﻞ ﺃﻣﺎﻡ ﺷﻘﻴﻘﻪ ﺍﻟﻤﻠﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ . ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺥ ﺍﻟﻘﺘﻴﻞ ﺃﻭﻝ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻳﻤﻮﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ .. ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺩﻓﻦ ﺍﻟﻤﻮﺗﻰ ﺷﻴﺌﺎ ﻗﺪ ﻋﺮﻑ ﺑﻌﺪ . ﻭﺣﻤﻞ ﺍﻷﺥ ﺟﺜﺔ ﺷﻘﻴﻘﻪ ﻭﺭﺍﺡ ﻳﻤﺸﻲ ﺑﻬﺎ .. ﺛﻢ ﺭﺃﻯ ﺍﻟﻘﺎﺗﻞ ﻏﺮﺍﺑﺎ ﺣﻴﺎ ﺑﺠﺎﻧﺐ ﺟﺜﺔ ﻏﺮﺍﺏ ﻣﻴﺖ . ﻭﺿﻊ ﺍﻟﻐﺮﺍﺏ ﺍﻟﺤﻲ ﺍﻟﻐﺮﺍﺏ ﺍﻟﻤﻴﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺳﺎﻭﻯ ﺃﺟﻨﺤﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﺟﻮﺍﺭﻩ ﻭﺑﺪﺃ ﻳﺤﻔﺮ ﺍﻷﺭﺽ ﺑﻤﻨﻘﺎﺭﻩ ﻭﻭﺿﻌﻪ ﺑﺮﻓﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺒﺮ ﻭﻋﺎﺩ ﻳﻬﻴﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ .. ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻃﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻮ ﻭﻫﻮ ﻳﺼﺮﺥ .
ﺍﻧﺪﻟﻊ ﺣﺰﻥ ﻗﺎﺑﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﺧﻴﻪ ﻫﺎﺑﻴﻞ ﻛﺎﻟﻨﺎﺭ ﻓﺄﺣﺮﻗﻪ ﺍﻟﻨﺪﻡ . ﺍﻛﺘﺸﻒ ﺃﻧﻪ ﻭﻫﻮ ﺍﻷﺳﻮﺃ ﻭﺍﻷﺿﻌﻒ، ﻗﺪ ﻗﺘﻞ ﺍﻷﻓﻀﻞ ﻭﺍﻷﻗﻮﻯ . ﻧﻘﺺ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺁﺩﻡ ﻭﺍﺣﺪﺍ . ﻭﻛﺴﺐ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻭﺍﺣﺪﺍ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺁﺩﻡ . ﻭﺍﻫﺘﺰ ﺟﺴﺪ ﺍﻟﻘﺎﺗﻞ ﺑﺒﻜﺎﺀ ﻋﻨﻴﻒ ﺛﻢ ﺃﻧﺸﺐ ﺃﻇﺎﻓﺮﻩ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺭﺍﺡ ﻳﺤﻔﺮ ﻗﺒﺮ ﺷﻘﻴﻘﻪ .
ﻗﺎﻝ ﺁﺩﻡ ﺣﻴﻦ ﻋﺮﻑ ﺍﻟﻘﺼﺔ : ( ﻫَﺬَﺍ ﻣِﻦْ ﻋَﻤَﻞِ ﺍﻟﺸَّﻴْﻄَﺎﻥِ ﺇِﻧَّﻪُ ﻋَﺪُﻭٌّ ﻣُّﻀِﻞٌّ ﻣُّﺒﻴﻦٌ )
ﻭﺣﺰﻥ ﺣﺰﻧﺎ ﺷﺪﻳﺪﺍ ﻋﻠﻰ ﺧﺴﺎﺭﺗﻪ ﻓﻲ ﻭﻟﺪﻳﻪ . ﻣﺎﺕ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ، ﻭﻛﺴﺐ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ . ﺻﻠﻰ ﺁﺩﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﺑﻨﻪ، ﻭﻋﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ : ﺇﻧﺴﺎﻧﺎ ﻳﻌﻤﻞ ﻭﻳﺸﻘﻰ ﻟﻴﺼﻨﻊ ﺧﺒﺰﻩ . ﻭﻧﺒﻴﺎ ﻳﻌﻆ ﺃﺑﻨﺎﺋﻪ ﻭﺃﺣﻔﺎﺩﻩ ﻭﻳﺤﺪﺛﻬﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻳﺪﻋﻮﻫﻢ ﺇﻟﻴﻪ، ﻭﻳﺤﻜﻲ ﻟﻬﻢ ﻋﻦ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻭﻳﺤﺬﺭﻫﻢ ﻣﻨﻪ . ﻭﻳﺮﻭﻱ ﻟﻬﻢ ﻗﺼﺘﻪ ﻫﻮ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻌﻪ، ﻭﻳﻘﺺ ﻟﻬﻢ ﻗﺼﺘﻪ ﻣﻊ ﺍﺑﻨﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺩﻓﻌﻪ ﻟﻘﺘﻞ ﺷﻘﻴﻘﻪ
قصة ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻷﺧﺪﻭﺩ
قصة ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﻦ ﻫﺎﺭﻭﺕ ﻭﻣﺎﺭﻭﺕ
ﻗﺼﺔ ﺣﺰﻗﻴﻞ
قصة ﺍﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺴﺒﺖ
ﻗﺼﺔ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻓﺮﻋﻮﻥ ﺁﺳﻴﺔ ﺑﻨﺖ ﻣﺰﺍﺣﻢ
قصة ﺣﻤﺎﺭ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ
ﻗﺼﺔ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻭ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮ
قصة ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻷﺧﺪﻭﺩ