ﻗﺼﺔ ﺣﺰﻗﻴﻞ










ﻗﺼﺔ ﺣﺰﻗﻴﻞ



ﻗﺼﺔ ﺣﺰﻗﻴﻞ
قصة النبي حزقيل عليه سلام


ﻣﻮﻗﻊ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ :
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ﻓﻰ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ ﺍﻵﻳﺔ :243
)) ﺃَﻟَﻢْ ﺗَﺮَ ﺇِﻟَﻰ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺧَﺮَﺟُﻮﺍ ﻣِﻦْ ﺩِﻳَﺎﺭِﻫِﻢْ ﻭَﻫُﻢْ ﺃُﻟُﻮﻑٌ ﺣَﺬَﺭَ ﺍﻟْﻤَﻮْﺕِ ﻓَﻘَﺎﻝَ ﻟَﻬُﻢُ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻣُﻮﺗُﻮﺍ ﺛُﻢَّ ﺃَﺣْﻴَﺎﻫُﻢْ ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻟَﺬُﻭ ﻓَﻀْﻞٍ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟﻨَّﺎﺱِ ﻭَﻟَﻜِﻦَّ ﺃَﻛْﺜَﺮَ ﺍﻟﻨَّﺎﺱِ ﻟَﺎ ﻳَﺸْﻜُﺮُﻭﻥَ ((
ﺍﻟﻘﺼﺔ :
ﻗﺎﻝ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﻋﻦ ﻭﻫﺐ ﺑﻦ ﻣﻨﺒﻪ ﺇﻥ ﻛﺎﻟﺐ ﺑﻦ ﻳﻮﻓﻨﺎ ﻟﻤﺎ ﻗﺒﻀﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﻌﺪ ﻳﻮﺷﻊ، ﺧﻠﻒ ﻓﻲ ﺑﻨﻲ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﺣﺰﻗﻴﻞ ﺑﻦ ﺑﻮﺫﻯ ﻭﻫﻮ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺩﻋﺎ ﻟﻠﻘﻮﻡ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺫﻛﺮﻫﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻠﻐﻨﺎ :
)) ﺃَﻟَﻢْ ﺗَﺮَ ﺇِﻟَﻰ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺧَﺮَﺟُﻮﺍ ﻣِﻦْ ﺩِﻳَﺎﺭِﻫِﻢْ ﻭَﻫُﻢْ ﺃُﻟُﻮﻑٌ ﺣَﺬَﺭَ ﺍﻟْﻤَﻮْﺕِ ((
ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﻓﺮﻭﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺑﺎﺀ ﻓﻨﺰﻟﻮﺍ ﺑﺼﻌﻴﺪ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺽ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﻠﻪ : ﻣﻮﺗﻮﺍ . ﻓﻤﺎﺗﻮﺍ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻓﺤﻈﺮﻭﺍ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺣﻈﻴﺮﺓ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺴﺒﺎﻉ ﻓﻤﻀﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺩﻫﻮﺭ ﻃﻮﻳﻠﺔ، ﻓﻤﺮ ﺑﻬﻢ ﺣﺰﻗﻴﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ
ﻓﻮﻗﻒ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﺘﻔﻜﺮﺍ ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻪ : ﺃﺗﺤﺐ ﺃﻥ ﻳﺒﻌﺜﻬﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺃﻧﺖ ﺗﻨﻈﺮ؟ ﻓﻘﺎﻝ : ﻧﻌﻢ . ﻓﺄﻣﺮ ﺃﻥ ﻳﺪﻋﻮ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﻈﺎﻡ ﺃﻥ ﺗﻜﺘﺴﻲ ﻟﺤﻤﺎ ﻭﺃﻥ ﻳﺘﺼﻞ ﺍﻟﻌﺼﺐ ﺑﻌﻀﻪ ﺑﺒﻌﺾ . ﻓﻨﺎﺩﺍﻫﻢ ﻋﻦ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻪ ﺑﺬﻟﻚ ﻓﻘﺎﻡ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺃﺟﻤﻌﻮﻥ ﻭﻛﺒﺮﻭﺍ ﺗﻜﺒﻴﺮﺓ ﺭﺟﻞ ﻭﺍﺣﺪ .
ﻭﻗﺎﻝ ﺃﺳﺒﺎﻁ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﺪﻱ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻣﺎﻟﻚ ﻭﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺻﺎﻟﺢ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﻭﻋﻦ ﻣﺮﺓ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﻭﻋﻦ ﺃﻧﺎﺱ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ :
)) ﺃَﻟَﻢْ ﺗَﺮَ ﺇِﻟَﻰ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺧَﺮَﺟُﻮﺍ ﻣِﻦْ ﺩِﻳَﺎﺭِﻫِﻢْ ﻭَﻫُﻢْ ﺃُﻟُﻮﻑٌ ﺣَﺬَﺭَ ﺍﻟْﻤَﻮْﺕِ ﻓَﻘَﺎﻝَ ﻟَﻬُﻢُ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻣُﻮﺗُﻮﺍ ﺛُﻢَّ ﺃَﺣْﻴَﺎﻫُﻢْ ((
ﻗﺎﻟﻮﺍ : ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺮﻳﺔ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ : " ﺩﺍﻭﺭﺩﺍﻥ " ، ﻗﺒﻞ " ﻭﺍﺳﻂ " ﻭﻗﻊ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻄﺎﻋﻮﻥ ﻓﻬﺮﺏ ﻋﺎﻣﺔ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﻓﻨﺰﻟﻮﺍ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻬﻠﻚ ﻣﻦ ﺑﻘﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﻭﺳﻠﻢ ﺍﻵﺧﺮﻭﻥ ﻓﻠﻢ ﻳﻤﺖ ﻣﻨﻬﻢ ﻛﺜﻴﺮ ﻓﻠﻤﺎ ﺍﺭﺗﻔﻊ ﺍﻟﻄﺎﻋﻮﻥ ﺭﺟﻌﻮﺍ ﺳﺎﻟﻤﻴﻦ، ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺑﻘﻮﺍ : ﺃﺻﺤﺎﺑﻨﺎ ﻫﺆﻻﺀ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺃﺣﺰﻡ ﻣﻨﺎ ﻟﻮ ﺻﻨﻌﻨﺎ ﻛﻤﺎ ﺻﻨﻌﻮﺍ ﺑﻘﻴﻨﺎ ﻭﻟﺌﻦ ﻭﻗﻊ ﺍﻟﻄﺎﻋﻮﻥ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻟﻨﺨﺮﺟﻦ ﻣﻌﻬﻢ .
ﻓﻮﻗﻊ ﻓﻲ ﻗﺎﺑﻞ ﻓﻬﺮﺑﻮﺍ ﻭﻫﻢ ﺑﻀﻌﺔ ﻭﺛﻼﺛﻮﻥ ﺃﻟﻔﺎ ﺣﺘﻰ ﻧﺰﻟﻮﺍ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻭﻫﻮ ﻭﺍﺩ ﺃﻓﻴﺢ، ﻓﻨﺎﺩﺍﻫﻢ ﻣﻠﻚ ﻣﻦ ﺃﺳﻔﻞ ﺍﻟﻮﺍﺩﻯ ﻭﺁﺧﺮ ﻣﻦ ﺃﻋﻼﻩ : ﺃﻥ ﻣﻮﺗﻮﺍ . ﻓﻤﺎﺗﻮﺍ ﺣﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﻫﻠﻜﻮﺍ ﻭﺑﻘﻴﺖ ﺃﺟﺴﺎﺩﻫﻢ ﻣﺮ ﺑﻬﻢ ﻧﺒﻰ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ : ﺣﺰﻗﻴﻞ . ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺁﻫﻢ ﻭﻗﻒ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﺠﻌﻞ ﻳﺘﻔﻜﺮ ﻓﻴﻬﻢ ﻭﻳﻠﻮﻯ ﺷﺪﻗﻴﻪ ﻭﺃﺻﺎﺑﻌﻪ،
ﻓﺄﻭﺣﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻟﻴﻪ : ﺗﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﺭﻳﻚ ﻛﻴﻒ ﺃﺣﻴﻴﻬﻢ؟ ﻗﺎﻝ : ﻧﻌﻢ . ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺗﻔﻜﺮﻩ ﺃﻧﻪ ﺗﻌﺠﺐ ﻣﻦ ﻗﺪﺭﺓ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻪ : ﻧﺎﺩ . ﻓﻨﺎﺩﻯ : ﻳﺎ ﺃﻳﺘﻬﺎ ﺍﻟﻌﻈﺎﻡ ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺄﻣﺮﻙ ﺃﻥ ﺗﺠﺘﻤﻌﻲ . ﻓﺠﻌﻠﺖ ﺍﻟﻌﻈﺎﻡ ﻳﻄﻴﺮ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺑﻌﺾ ﺣﺘﻰ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﺟﺴﺎﺩﺍ ﻣﻦ ﻋﻈﺎﻡ ﺛﻢ ﺃﻭﺣﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻟﻴﻪ؛ ﺃﻥ ﻧﺎﺩ : ﻳﺎ ﺃﻳﺘﻬﺎ ﺍﻟﻌﻈﺎﻡ ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺄﻣﺮﻙ ﺃﻥ ﺗﻜﺘﺴﻰ ﻟﺤﻤﺎ . ﻓﺎﻛﺘﺴﺖ ﻟﺤﻤﺎ ﻭﺩﻣﺎ ﻭﺛﻴﺎﺑﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﺎﺗﺖ ﻓﻴﻬﺎ . ﺛﻢ ﻗﻴﻞ ﻟﻪ : ﻧﺎﺩ . ﻓﻨﺎﺩﻯ : ﺃﻳﺘﻬﺎ ﺍﻷﺟﺴﺎﺩ ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺄﻣﺮﻙ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻣﻰ . ﻓﻘﺎﻣﻮﺍ .
ﻗﺎﻝ ﺃﺳﺒﺎﻁ : ﻓﺰﻋﻢ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﻋﻦ ﻣﺠﺎﻫﺪ ﺃﻧﻬﻢ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﺣﻴﻦ ﺃﺣﻴﻮﺍ : ﺳﺒﺤﺎﻧﻚ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻭﺑﺤﻤﺪﻙ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺃﻧﺖ . ﻓﺮﺟﻌﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﻗﻮﻣﻬﻢ ﺃﺣﻴﺎﺀ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﺃﻧﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﻮﺗﻰ ﺳﺤﻨﺔ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﻫﻬﻢ ﻻ ﻳﻠﺒﺴﻮﻥ ﺛﻮﺑﺎ ﺇﻻ ﻋﺎﺩ ﻛﻔﻨﺎ ﺩﺳﻤﺎ ﺣﺘﻰ ﻣﺎﺗﻮﺍ ﻵﺟﺎﻟﻬﻢ ﺍﻟﺘﻰ ﻛﺘﺒﺖ ﻟﻬﻢ .
ﻭﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ؛ ﺃﻧﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺁﻻﻑ . ﻭﻋﻨﻪ : ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ ﺁﻻﻑ . ﻭﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺻﺎﻟﺢ : ﺗﺴﻌﻪ ﺁﻻﻑ . ﻭﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺃﻳﻀﺎ : ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺃﺭﺑﻌﻴﻦ ﺃﻟﻔﺎ . ﻭﻋﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ : ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ " ﺃﺫﺭﻋﺎﺕ ." ﻭﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺟﺮﻳﺞ ﻋﻦ ﻋﻄﺎﺀ : ﻫﺬﺍ ﻣﺜﻞ . ﻳﻌﻨﻰ ﺃﻧﻪ ﺳﻴﻖ ﻣﺜﻼ ﻣﺒﻴﻨﺎ ﺃﻧﻪ ﻟﻦ ﻳﻐﻨﻲ ﺣﺬﺭ ﻣﻦ ﻗﺪﺭ . ﻭﻗﻮﻝ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭ ﺃﻗﻮﻯ؛ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﻭﻗﻊ .
ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻯ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ ﻭﺻﺎﺣﺒﺎ " ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ " ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺰﻫﺮﻱ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺤﻤﻴﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﺯﻳﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺍﻟﺤﺎﺭﺙ ﺑﻦ ﻧﻮﻓﻞ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺃﻥ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺧﺮﺝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﺣﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺑﺴﺮﻍ ﻟﻘﻴﻪ ﺃﻣﺮﺍﺀ ﺍﻷﺟﻨﺎﺩ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﻴﺪﺓ ﺑﻦ ﺍﻟﺠﺮﺍﺡ ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ، ﻓﺄﺧﺒﺮﻭﻩ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﺑﺎﺀ ﻭﻗﻊ ﺑﺎﻟﺸﺎﻡ، ﻓﺬﻛﺮ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ . ﻳﻌﻨﻲ ﻓﻲ ﻣﺸﺎﻭﺭﺗﻪ ﺍﻟﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ﻭﺍﻷﻧﺼﺎﺭ ﻓﺎﺧﺘﻠﻔﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺠﺎﺀﻩ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﻋﻮﻑ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﺘﻐﻴﺒﺎ ﺑﺒﻌﺾ ﺣﺎﺟﺘﻪ، ﻓﻘﺎﻝ : ﺇﻥ ﻋﻨﺪﻱ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﻋﻠﻤﺎ؛ ﺳﻤﻌﺖ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﻘﻮﻝ : ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺑﺄﺭﺽ ﻭﺃﻧﺘﻢ ﺑﻬﺎ ﻓﻼ ﺗﺨﺮﺟﻮﺍ ﻓﺮﺍﺭﺍ ﻣﻨﻪ ﻭﺇﺫﺍ ﺳﻤﻌﺘﻢ ﺑﻪ ﺑﺄﺭﺽ؛ ﻓﻼ ﺗﻘﺪﻣﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺤﻤﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻤﺮ ﺛﻢ ﺍﻧﺼﺮﻑ .
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ : ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺣﺠﺎﺝ ﻭﻳﺰﻳﺪ ﺍﻟﻤﻌﻨﻲ ﻗﺎﻻ : ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺍﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺫﺋﺐ ﻋﻦ ﺍﻟﺰﻫﺮﻱ ﻋﻦ ﺳﺎﻟﻢ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﺎﻣﺮ ﺑﻦ ﺭﺑﻴﻌﺔ ﺃﻥ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﻋﻮﻑ ﺃﺧﺒﺮ ﻋﻤﺮ ﻭﻫﻮ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻘﻢ ﻋﺬﺏ ﺑﻪ ﺍﻷﻣﻢ ﻗﺒﻠﻜﻢ ﻓﺈﺫﺍ ﺳﻤﻌﺘﻢ ﺑﻪ ﻓﻲ ﺃﺭﺽ ﻓﻼ ﺗﺪﺧﻠﻮﻫﺎ، ﻭﺇﺫﺍ ﻭﻗﻊ ﺑﺄﺭﺽ ﻭﺃﻧﺘﻢ ﺑﻬﺎ ﻓﻼ ﺗﺨﺮﺟﻮﺍ ﻓﺮﺍﺭﺍ ﻣﻨﻪ ﻗﺎﻝ : ﻓﺮﺟﻊ ﻋﻤﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺎﻡ . ﻭﺃﺧﺮﺟﺎﻩ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﻣﺎﻟﻚ ﻋﻦ ﺍﻟﺰﻫﺮﻱ ﺑﻨﺤﻮﻩ .
ﻗﺎﻝ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺇﺳﺤﺎﻕ : ﻭﻟﻢ ﻳﺬﻛﺮ ﻟﻨﺎ ﻣﺪﺓ ﻟﺒﺚ ﺣﺰﻗﻴﻞ ﻓﻲ ﺑﻨﻲ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ، ﺛﻢ ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻗﺒﻀﻪ ﺇﻟﻴﻪ، ﻓﻠﻤﺎ ﻗﺒﺾ ﻧﺴﻲ ﺑﻨﻮ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻟﻴﻬﻢ، ﻭﻋﻈﻤﺖ ﻓﻴﻬﻢ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﻭﻋﺒﺪﻭﺍ ﺍﻷﻭﺛﺎﻥ، ﻭﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺟﻤﻠﺔ ﻣﺎ ﻳﻌﺒﺪﻭﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﺻﻨﺎﻡ ﺻﻨﻢ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ : ﺑﻌﻞ . ﻓﺒﻌﺚ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺇﻟﻴﺎﺱ ﺑﻦ ﻳﺎﺳﻴﻦ ﺑﻦ ﻓﻨﺤﺎﺹ ﺑﻦ ﺍﻟﻌﻴﺰﺍﺭ ﺑﻦ ﻫﺎﺭﻭﻥ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﺍﻥ . ﻗﻠﺖ : ﻭﻗﺪ ﻗﺪﻣﻨﺎ ﻗﺼﺔ ﺇﻟﻴﺎﺱ ﺗﺒﻌﺎ ﻟﻘﺼﺔ ﺍﻟﺨﻀﺮ؛ ﻷﻧﻬﻤﺎ ﻳﻘﺮﻧﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﻏﺎﻟﺒﺎ، ﻭﻷﺟﻞ ﺃﻧﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﻗﺼﺔ ﻣﻮﺳﻰ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﺓ " ﺍﻟﺼﺎﻓﺎﺕ " ﻓﺘﻌﺠﻠﻨﺎ ﻗﺼﺘﻪ ﻟﺬﻟﻚ . ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺃﻋﻠﻢ . ﻗﺎﻝ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﻓﻴﻤﺎ ﺫﻛﺮ ﻟﻪ ﻋﻦ ﻭﻫﺐ ﺑﻦ ﻣﻨﺒﻪ ﻗﺎﻝ : ﺛﻢ ﺗﻨﺒﺄ ﻓﻴﻬﻢ ﺑﻌﺪ ﺇﻟﻴﺎﺱ ﻭﺻﻴﻪ ﺍﻟﻴﺴﻊ ﺑﻦ ﺃﺧﻄﻮﺏ، ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ