ﻗﺼﺔ ﻟﻘﻤﺎﻥ
لقمان الحكيم كان رجلاً حكيما، ذُكر في القرآن وأطلق اسمه على سورة ﻟﻘﻤﺎﻥ
ﻣﻮﻗﻊ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ :
ﻭﺭﺩ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﺓﻟﻘﻤﺎﻥ ﺍﻵﻳﺎﺕ .19-12
ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ )): ﻭَﻟَﻘَﺪْ ﺁﺗَﻴْﻨَﺎ ﻟُﻘْﻤَﺎﻥَ ﺍﻟْﺤِﻜْﻤَﺔَ ﺃَﻥِ ﺍﺷْﻜُﺮْ ﻟِﻠَّﻪِ ﻭَﻣَﻦْ ﻳَﺸْﻜُﺮْ ﻓَﺈِﻧَّﻤَﺎ ﻳَﺸْﻜُﺮُ ﻟِﻨَﻔْﺴِﻪِ ﻭَﻣَﻦْ ﻛَﻔَﺮَ ﻓَﺈِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻏَﻨِﻲٌّ ﺣَﻤِﻴﺪٌ ﻭَﺇِﺫْ ﻗَﺎﻝَ ﻟُﻘْﻤَﺎﻥُ ﻟِﺎﺑْﻨِﻪِ ﻭَﻫُﻮَ ﻳَﻌِﻈُﻪُ ﻳَﺎ ﺑُﻨَﻲَّ ﻟَﺎ ﺗُﺸْﺮِﻙْ ﺑِﺎﻟﻠَّﻪِ ﺇِﻥَّ ﺍﻟﺸِّﺮْﻙَ ﻟَﻈُﻠْﻢٌ ﻋَﻈِﻴﻢٌ ﻭَﻭَﺻَّﻴْﻨَﺎ ﺍﻟْﺈِﻧْﺴَﺎﻥَ ﺑِﻮَﺍﻟِﺪَﻳْﻪِ ﺣَﻤَﻠَﺘْﻪُ ﺃُﻣُّﻪُ ﻭَﻫْﻨًﺎ ﻋَﻠَﻰ ﻭَﻫْﻦٍ ﻭَﻓِﺼَﺎﻟُﻪُ ﻓِﻲ ﻋَﺎﻣَﻴْﻦِ ﺃَﻥِ ﺍﺷْﻜُﺮْ ﻟِﻲ ﻭَﻟِﻮَﺍﻟِﺪَﻳْﻚَ ﺇِﻟَﻲَّ ﺍﻟْﻤَﺼِﻴﺮُ ﻭَﺇِﻥْ ﺟَﺎﻫَﺪَﺍﻙَ ﻋَﻠﻰ ﺃَﻥْ ﺗُﺸْﺮِﻙَ ﺑِﻲ ﻣَﺎ ﻟَﻴْﺲَ ﻟَﻚَ ﺑِﻪِ ﻋِﻠْﻢٌ ﻓَﻠَﺎ ﺗُﻄِﻌْﻬُﻤَﺎ ﻭَﺻَﺎﺣِﺒْﻬُﻤَﺎ ﻓِﻲ ﺍﻟﺪُّﻧْﻴَﺎ ﻣَﻌْﺮُﻭﻓًﺎ ﻭَﺍﺗَّﺒِﻊْ ﺳَﺒِﻴﻞَ ﻣَﻦْ ﺃَﻧَﺎﺏَ ﺇِﻟَﻲَّ ﺛُﻢَّ ﺇِﻟَﻲَّ ﻣَﺮْﺟِﻌُﻜُﻢْ ﻓَﺄُﻧَﺒِّﺌُﻜُﻢْ ﺑِﻤَﺎ ﻛُﻨْﺘُﻢْ ﺗَﻌْﻤَﻠُﻮﻥَ ﻳَﺎ ﺑُﻨَﻲَّ ﺇِﻧَّﻬَﺎ ﺇِﻥْ ﺗَﻚُ ﻣِﺜْﻘَﺎﻝَ ﺣَﺒَّﺔٍ ﻣِﻦْ ﺧَﺮْﺩَﻝٍ ﻓَﺘَﻜُﻦْ ﻓِﻲ ﺻَﺨْﺮَﺓٍ ﺃَﻭْ ﻓِﻲ ﺍﻟﺴَّﻤَﺎﻭَﺍﺕِ ﺃَﻭْ ﻓِﻲ ﺍﻟْﺄَﺭْﺽِ ﻳَﺄْﺕِ ﺑِﻬَﺎ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻟَﻄِﻴﻒٌ ﺧَﺒِﻴﺮٌ ﻳَﺎ ﺑُﻨَﻲَّ ﺃَﻗِﻢِ ﺍﻟﺼَّﻠَﺎﺓَ ﻭَﺃْﻣُﺮْ ﺑِﺎﻟْﻤَﻌْﺮُﻭﻑِ ﻭَﺍﻧْﻪَ ﻋَﻦِ ﺍﻟْﻤُﻨْﻜَﺮِ ﻭَﺍﺻْﺒِﺮْ ﻋَﻠَﻰ ﻣَﺎ ﺃَﺻَﺎﺑَﻚَ ﺇِﻥَّ ﺫَﻟِﻚَ ﻣِﻦْ ﻋَﺰْﻡِ ﺍﻟْﺄُﻣُﻮﺭِ ﻭَﻟَﺎ ﺗُﺼَﻌِّﺮْ ﺧَﺪَّﻙَ ﻟِﻠﻨَّﺎﺱِ ﻭَﻟَﺎ ﺗَﻤْﺶِ ﻓِﻲ ﺍﻟْﺄَﺭْﺽِ ﻣَﺮَﺣًﺎ ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻟَﺎ ﻳُﺤِﺐُّ ﻛُﻞَّ ﻣُﺨْﺘَﺎﻝٍ ﻓَﺨُﻮﺭٍ ﻭَﺍﻗْﺼِﺪْ ﻓِﻲ ﻣَﺸْﻴِﻚَ ﻭَﺍﻏْﻀُﺾْ ﻣِﻦْ ﺻَﻮْﺗِﻚَ ﺇِﻥَّ ﺃَﻧْﻜَﺮَ ﺍﻟْﺄَﺻْﻮَﺍﺕِ ﻟَﺼَﻮْﺕُ ﺍﻟْﺤَﻤِﻴﺮِ ((
ﺍﻟﻘﺼﺔ :
ﻫﻮ ﻟﻘﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﻨﻘﺎﺀ ﺑﻦ ﺳﺪﻭﻥ ﻭﻳﻘﺎﻝ ﻟﻘﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺛﺎﺭﺍﻥ ﺣﻜﺎﻩ ﺍﻟﺴﻬﻴﻠﻲ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﺟﺮﻳﺮ ﻭﺍﻟﻘﺘﻴﺒﻲ .
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺴﻬﻴﻠﻲ : ﻭﻛﺎﻥ ﻧﻮﺑﻴﺎ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺃﻳﻠﺔ ﻗﻠﺖ ﻭﻛﺎﻥ ﺭﺟﻼ ﺻﺎﻟﺤﺎ ﺫﺍ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻭﻋﺒﺎﺭﺓ ، ﻭﺣﻜﻤﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻭﻳﻘﺎﻝ : ﻛﺎﻥ ﻗﺎﺿﻴﺎ ﻓﻲ ﺯﻣﻦ ﺩﺍﻭﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻓﺎﻟﻠﻪ ﺃﻋﻠﻢ .
ﻭﻗﺎﻝ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺍﻟﺜﻮﺭﻱ ﻋﻦ ﺍﻷﺷﻌﺚ ﻋﻦ ﻋﻜﺮﻣﺔ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﻗﺎﻝ : ﻛﺎﻥ ﻋﺒﺪﺍ ﺣﺒﺸﻴﺎ ﻧﺠﺎﺭﺍ ﻭﻗﺎﻝ ﻗﺘﺎﺩﺓ : ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺍﻟﺰﺑﻴﺮ ﻗﻠﺖ ﻟﺠﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ : ﻣﺎ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺇﻟﻴﻜﻢ ﻓﻲ ﺷﺄﻥ ﻟﻘﻤﺎﻥ ﻗﺎﻝ ﻛﺎﻥ ﻗﺼﻴﺮﺍ ﺃﻓﻄﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻮﺑﺔ .
ﻭﻗﺎﻝ ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭﻱ ﻋﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻤﺴﻴﺐ ﻗﺎﻝ : ﻛﺎﻥ ﻟﻘﻤﺎﻥ ﻣﻦ ﺳﻮﺩﺍﻥ ﻣﺼﺮ ﺫﻭ ﻣﺸﺎﻓﺮ ﺃﻋﻄﺎﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﻭﻣﻨﻌﻪ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ .
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻷﻭﺯﺍﻋﻲ : ﺣﺪﺛﻨﻲ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﺣﺮﻣﻠﺔ ﻗﺎﻝ : ﺟﺎﺀ ﺃﺳﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻤﺴﻴﺐ ﻳﺴﺄﻟﻪ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺳﻌﻴﺪ : ﻻ ﺗﺤﺰﻥ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺃﻧﻚ ﺃﺳﻮﺩ ، ﻓﺈﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﺧﻴﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺑﻼﻝ ﻭﻣﻬﺠﻊ ﻣﻮﻟﻰ ﻋﻤﺮ ﻭﻟﻘﻤﺎﻥ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ﻛﺎﻥ ﺃﺳﻮﺩ ﻧﻮﺑﻴﺎ ﺫﺍ ﻣﺸﺎﻓﺮ .
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻷﻋﻤﺶ ﻋﻦ ﻣﺠﺎﻫﺪ ﻛﺎﻥ ﻟﻘﻤﺎﻥ ﻋﺒﺪﺍ ﺃﺳﻮﺩ ﻋﻈﻴﻢ ﺍﻟﺸﻔﺘﻴﻦ ﻣﺸﻘﻖ ﺍﻟﻘﺪﻣﻴﻦ ﻭﻓﻲ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﻣﺼﻔﺢ ﺍﻟﻘﺪﻣﻴﻦ ﻭﻗﺎﻝ : ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻗﻴﺲ ﻛﺎﻥ ﻋﺒﺪﺍ ﺃﺳﻮﺩ ﻏﻠﻴﻆ ﺍﻟﺸﻔﺘﻴﻦ ﻣﺼﻔﺢ ﺍﻟﻘﺪﻣﻴﻦ ﻓﺄﺗﺎﻩ ﺭﺟﻞ ﻭﻫﻮ ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺲ ﺃﻧﺎﺱ ﻳﺤﺪﺛﻬﻢ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ : ﺃﻟﺴﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﻨﺖ ﺗﺮﻋﻰ ﻣﻌﻲ ﺍﻟﻐﻨﻢ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﻛﺬﺍ ﻭﻛﺬﺍ ؟
ﻗﺎﻝ : ﻧﻌﻢ , ﻗﺎﻝ : ﻓﻤﺎ ﺑﻠﻎ ﺑﻚ ﻣﺎ ﺃﺭﻯ ؟ ﻗﺎﻝ : ﺻﺪﻕ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ
، ﻭﺍﻟﺼﻤﺖ ﻋﻤﺎ ﻻ ﻳﻌﻨﻴﻨﻲ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﺑﻦ ﺟﺮﻳﺮ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﺣﻤﻴﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻋﻨﻪ ﺑﻪ .
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺣﺎﺗﻢ : ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺯﺭﻋﺔ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺻﻔﻮﺍﻥ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻳﺰﻳﺪ ﺑﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﻗﺎﻝ : ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺭﻓﻊ ﻟﻘﻤﺎﻥ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ﻟﺤﻜﻤﺘﻪ ﻓﺮﺁﻩ ﺭﺟﻞ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﺮﻓﻪ ﻗﺒﻞ ﺫﻟﻚ ﻓﻘﺎﻝ : ﺃﻟﺴﺖ ﻋﺒﺪ ﺑﻦ ﻓﻼﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﻨﺖ ﺗﺮﻋﻰ ﻏﻨﻤﻲ ﺑﺎﻷﻣﺲ ﻗﺎﻝ : ﺑﻠﻰ ﻗﺎﻝ : ﻓﻤﺎ ﺑﻠﻎ ﺑﻚ ﻣﺎ ﺃﺭﻯ ؟ ﻗﺎﻝ : ﻗﺪﺭ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺃﺩﺍﺀ ﺍﻷﻣﺎﻧﺔ ﻭﺻﺪﻕ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻭﺗﺮﻙ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻌﻨﻴﻨﻲ .
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻭﻫﺐ ﺃﺧﺒﺮﻧﻲ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﻴﺎﺵ ﺍﻟﻘﺘﺒﺎﻧﻲ ﻋﻦ ﻋﻤﺮ ﻣﻮﻟﻰ ﻏﻔﺮﺓ ﻗﺎﻝ : ﻭﻗﻒ ﺭﺟﻞ ﻋﻠﻰ ﻟﻘﻤﺎﻥ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ﻓﻘﺎﻝ : ﺃﻧﺖ ﻟﻘﻤﺎﻥ ﺃﻧﺖ ﻋﺒﺪ ﺑﻨﻲ ﺍﻟﺤﺴﺤﺎﺱ ﻗﺎﻝ : ﻧﻌﻢ ﻗﺎﻝ : ﻓﺄﻧﺖ ﺭﺍﻋﻲ ﺍﻟﻐﻨﻢ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﻗﺎﻝ : ﺃﻣﺎ ﺳﻮﺍﺩﻱ ﻓﻈﺎﻫﺮ ﻓﻤﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺠﺒﻚ ﻣﻦ ﺍﻣﺮﺉ ﻗﺎﻝ : ﻭﻁﺀ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺴﺎﻃﻚ ﻭﻏﺸﻴﻬﻢ ﺑﺎﺑﻚ ﻭﺭﺿﺎﻫﻢ ﺑﻘﻮﻟﻚ ﻗﺎﻝ : ﻳﺎ ﺍﺑﻦ ﺃﺧﻲ ﺇﻥ ﺻﻨﻌﺖ ﻣﺎ ﺃﻗﻮﻝ ﻟﻚ ﻛﻨﺖ ﻛﺬﻟﻚ ﻗﺎﻝ : ﻣﺎ ﻫﻮ ؟ ﻗﺎﻝ ﻟﻘﻤﺎﻥ : ﻏﻀﻲ ﺑﺼﺮﻱ ، ﻭﻛﻔﻲ ﻟﺴﺎﻧﻲ ، ﻭﻋﻔﺔ ﻣﻄﻤﻌﻲ ﻭﺣﻔﻈﻲ ﻓﺮﺟﻲ ﻭﻗﻴﺎﻣﻲ ﺑﻌﺪﺗﻲ ﻭﻭﻓﺎﺋﻲ ﺑﻌﻬﺪﻱ ﻭﺗﻜﺮﻣﺘﻲ ﺿﻴﻔﻲ ﻭﺣﻔﻈﻲ ﺟﺎﺭﻱ ﻭﺗﺮﻛﻲ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻌﻨﻴﻨﻲ ﻓﺬﺍﻙ ﺍﻟﺬﻱ ﺻﻴﺮﻧﻲ ﻛﻤﺎ ﺗﺮﻯ .
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺣﺎﺗﻢ : ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﺑﻲ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺍﺑﻦ ﻧﻔﻴﻞ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﻭﺍﻗﺪ ﻋﻦ ﻋﺒﺪﺓ ﺑﻦ ﺭﺑﺎﺡ ﻋﻦ ﺭﺑﻴﻌﺔ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺍﻟﺪﺭﺩﺍﺀ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ ﻳﻮﻣﺎ ، ﻭﺫﻛﺮ ﻟﻘﻤﺎﻥ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ﻓﻘﺎﻝ :
ﻣﺎ ﺃﻭﺗﻲ ﻋﻦ ﺃﻫﻞ ﻭﻻ ﻣﺎﻝ ﻭﻻ ﺣﺴﺐ ﻭﻻ ﺧﺼﺎﻝ ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻛﺎﻥ ﺭﺟﻼ ﺻﻤﺼﺎﻣﺔ ﺳﻜﻴﺘﺎ ﻃﻮﻳﻞ ﺍﻟﺘﻔﻜﺮ ﻋﻤﻴﻖ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻟﻢ ﻳﻨﻢ ﻧﻬﺎﺭﺍ ﻗﻂ ﻭﻟﻢ ﻳﺮﻩ ﺃﺣﺪ ﻳﺒﺰﻕ ، ﻭﻻ ﻳﺘﻨﺤﻨﺢ ، ﻭﻻ ﻳﺒﻮﻝ ﻭﻻ ﻳﺘﻐﻮﻁ ﻭﻻ ﻳﻐﺘﺴﻞ ، ﻭﻻ ﻳﻌﺒﺚ ، ﻭﻻ ﻳﻀﺤﻚ ، ﻭﻛﺎﻥ ﻻ ﻳﻌﻴﺪ ﻣﻨﻄﻘﺎ ﻧﻄﻘﻪ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﺣﻜﻤﺔ ﻳﺴﺘﻌﻴﺪﻫﺎ ﺇﻳﺎﻩ ﺃﺣﺪ ﻭﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺗﺰﻭﺝ ﻭﻭﻟﺪ ﻟﻪ ﺃﻭﻻﺩ ، ﻓﻤﺎﺗﻮﺍ ﻓﻠﻢ ﻳﺒﻚ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻐﺸﻰ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ، ﻭﻳﺄﺗﻲ ﺍﻟﺤﻜﺎﻡ ﻟﻴﻨﻈﺮ ﻭﻳﺘﻔﻜﺮ ﻭﻳﻌﺘﺒﺮ ﻓﺒﺬﻟﻚ ﺃﻭﺗﻲ ﻣﺎ ﺃﻭﺗﻲ ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺯﻋﻢ ﺃﻧﻪ ﻋﺮﺿﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﻓﺨﺎﻑ ﺃﻥ ﻻ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺄﻋﺒﺎﺋﻬﺎ ﻓﺎﺧﺘﺎﺭ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﺃﺳﻬﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﻧﻈﺮ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺃﻋﻠﻢ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺮﻭﻱ ﻋﻦ ﻗﺘﺎﺩﺓ ﻛﻤﺎ ﺳﻨﺬﻛﺮﻩ ﻭﺭﻭﻯ ﺍﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺣﺎﺗﻢ ﻭ ﺍﺑﻦ ﺟﺮﻳﺮ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻭﻛﻴﻊ ﻋﻦ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﺍﻟﺠﻌﻔﻲ ﻋﻦ ﻋﻜﺮﻣﺔ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ : ﻛﺎﻥ ﻟﻘﻤﺎﻥ ﻧﺒﻴﺎ ﻭﻫﺬﺍ ﺿﻌﻴﻒ ﻟﺤﺎﻝ ﺍﻟﺠﻌﻔﻲ .
ﻭﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺭ ﻋﻦ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﺣﻜﻴﻤﺎ ﻭﻟﻴﺎ ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻧﺒﻴﺎ ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻓﺄﺛﻨﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺣﻜﻰ ﻣﻦ ﻛﻼﻣﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﻭﻋﻆ ﺑﻪ ﻭﻟﺪﻩ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺃﺣﺐ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﺇﻟﻴﻪ ، ﻭﻫﻮ ﺃﺷﻔﻖ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻜﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻭﻝ ﻣﺎ ﻭﻋﻆ ﺑﻪ ﺃﻥ ﻗﺎﻝ )) ﻳَﺎ ﺑُﻨَﻲَّ ﻟَﺎ ﺗُﺸْﺮِﻙْ ﺑِﺎﻟﻠَّﻪِ ﺇِﻥَّ ﺍﻟﺸِّﺮْﻙَ ﻟَﻈُﻠْﻢٌ ﻋَﻈِﻴﻢٌ (( ﻓﻨﻬﺎﻩ ﻋﻨﻪ ﻭﺣﺬﺭﻩ ﻣﻨﻪ .
ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ : ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻗﺘﻴﺒﺔ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺟﺮﻳﺮ ﻋﻦ ﺍﻷﻋﻤﺶ ﻋﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻋﻦ ﻋﻠﻘﻤﺔ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻗﺎﻝ ﻟﻤﺎ ﻧﺰﻟﺖ " ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮﺍ ﻭﻟﻢ ﻳﻠﺒﺴﻮﺍ ﺇﻳﻤﺎﻧﻬﻢ ﺑﻈﻠﻢ " ﺷﻖ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ : ﺃﻳﻨﺎ ﻟﻢ ﻳﻠﺒﺲ ﺇﻳﻤﺎﻧﻪ ﺑﻈﻠﻢ ؟ ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : ﺇﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﺑﺬﺍﻙ ﺃﻟﻢ ﺗﺴﻤﻊ ﺇﻟﻰ ﻗﻮﻝ ﻟﻘﻤﺎﻥ ؟ " ﻳﺎ ﺑﻨﻲ ﻻ ﺗﺸﺮﻙ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺇﻥ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻟﻈﻠﻢ ﻋﻈﻴﻢ " ﻭﺭﻭﺍﻩ ﻣﺴﻠﻢ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻣﻬﺮﺍﻥ ﺍﻷﻋﻤﺶ ﺑﻪ ﺛﻢ ﺍﻋﺘﺮﺽ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﺎﻟﻮﺻﻴﺔ ﺑﺎﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺑﻴﺎﻥ ﺣﻘﻬﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﻟﺪ ﻭﺗﺄﻛﺪﻩ ﻭﺃﻣﺮ ﺑﺎﻹﺣﺴﺎﻥ ﺇﻟﻴﻬﻤﺎ ﺣﺘﻰ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻧﺎ ﻣﺸﺮﻛﻴﻦ ﻭﻟﻜﻦ ﻻ ﻳﻄﺎﻋﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﻓﻲ ﺩﻳﻨﻬﻤﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻗﺎﻝ ﻣﺨﺒﺮﺍ ﻋﻦ ﻟﻘﻤﺎﻥ ﻓﻴﻤﺎ ﻭﻋﻆ ﺑﻪ ﻭﻟﺪﻩ
)) ﻳَﺎ ﺑُﻨَﻲَّ ﺇِﻧَّﻬَﺎ ﺇِﻥْ ﺗَﻚُ ﻣِﺜْﻘَﺎﻝَ ﺣَﺒَّﺔٍ ﻣِﻦْ ﺧَﺮْﺩَﻝٍ ﻓَﺘَﻜُﻦْ ﻓِﻲ ﺻَﺨْﺮَﺓٍ ﺃَﻭْ ﻓِﻲ ﺍﻟﺴَّﻤَﺎﻭَﺍﺕِ ﺃَﻭْ ﻓِﻲ ﺍﻟْﺄَﺭْﺽِ ﻳَﺄْﺕِ ﺑِﻬَﺎ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻟَﻄِﻴﻒٌ ﺧَﺒِﻴﺮٌ ((
ﻳﻨﻬﺎﻩ ﻋﻦ ﻇﻠﻢ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻟﻮ ﺑﺤﺒﺔ ﺧﺮﺩﻝ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺴﺄﻝ ﻋﻨﻬﺎ ﻭﻳﺤﻀﺮﻫﺎ ﺣﻮﺯﺓ ﺍﻟﺤﺴﺎﺏ ﻭﻳﻀﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻴﺰﺍﻥ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ
)) ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻟَﺎ ﻳَﻈْﻠِﻢُ ﻣِﺜْﻘَﺎﻝَ ﺫَﺭَّﺓٍ ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭَﻧَﻀَﻊُ ﺍﻟْﻤَﻮَﺍﺯِﻳﻦَ ﺍﻟْﻘِﺴْﻂَ ﻟِﻴَﻮْﻡِ ﺍﻟْﻘِﻴَﺎﻣَﺔِ ﻓَﻠَﺎ ﺗُﻈْﻠَﻢُ ﻧَﻔْﺲٌ ﺷَﻴْﺌًﺎ ﻭَﺇِﻥْ ﻛَﺎﻥَ ﻣِﺜْﻘَﺎﻝَ ﺣَﺒَّﺔٍ ﻣِﻦْ ﺧَﺮْﺩَﻝٍ ﺃَﺗَﻴْﻨَﺎ ﺑِﻬَﺎ ﻭَﻛَﻔَﻰ ﺑِﻨَﺎ ﺣَﺎﺳِﺒِﻴﻦَ ((
ﻭﺃﺧﺒﺮﻩ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﺎﺭﺓ ﻛﺎﻟﺨﺮﺩﻟﺔ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺟﻮﻑ ﺻﺨﺮﺓ ﺻﻤﺎﺀ ﻻ ﺑﺎﺏ ﻟﻬﺎ ، ﻭﻻ ﻛﻮﺓ ﺃﻭ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺎﻗﻄﺔ ﻓﻲ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﻇﻠﻤﺎﺕ ﺍﻷﺭﺽ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﺗﺴﺎﻋﻬﻤﺎ ﻭﺍﻣﺘﺪﺍﺩ ﺃﺭﺟﺎﺋﻬﻤﺎ ﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻜﺎﻧﻬﺎ
)) ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻟَﻄِﻴﻒٌ ﺧَﺒِﻴﺮٌ (( ﺃﻱ ﻋﻠﻤﻪ ﺩﻗﻴﻖ ﻓﻼ ﻳﺨﻔﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺬﺭ ﻣﻤﺎ ﺗﺮﺍﺀﻯ ﻟﻠﻨﻮﺍﻇﺮ ﺃﻭ ﺗﻮﺍﺭﻯ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ )) ﻭَﻣَﺎ ﺗَﺴْﻘُﻂُ ﻣِﻦْ ﻭَﺭَﻗَﺔٍ ﺇِﻟَّﺎ ﻳَﻌْﻠَﻤُﻬَﺎ ﻭَﻟَﺎ ﺣَﺒَّﺔٍ ﻓِﻲ ﻇُﻠُﻤَﺎﺕِ ﺍﻟْﺄَﺭْﺽِ ﻭَﻟَﺎ ﺭَﻃْﺐٍ ﻭَﻟَﺎ ﻳَﺎﺑِﺲٍ ﺇِﻟَّﺎ ﻓِﻲ ﻛِﺘَﺎﺏٍ ﻣُﺒِﻴﻦٍ ﻭﻗﺎﻝ ﻭَﻣَﺎ ﻣِﻦْ ﻏَﺎﺋِﺒَﺔٍ ﻓِﻲ ﺍﻟﺴَّﻤَﺎﺀِ ﻭَﺍﻟْﺄَﺭْﺽِ ﺇِﻟَّﺎ ﻓِﻲ ﻛِﺘَﺎﺏٍ ﻣُﺒِﻴﻦٍ ﻭﻗﺎﻝ ﻋَﺎﻟِﻢِ ﺍﻟْﻐَﻴْﺐِ ﻟَﺎ ﻳَﻌْﺰُﺏُ ﻋَﻨْﻪُ ﻣِﺜْﻘَﺎﻝُ ﺫَﺭَّﺓٍ ﻓِﻲ ﺍﻟﺴَّﻤَﺎﻭَﺍﺕِ ﻭَﻟَﺎ ﻓِﻲ ﺍﻟْﺄَﺭْﺽِ ﻭَﻟَﺎ ﺃَﺻْﻐَﺮُ ﻣِﻦْ ﺫَﻟِﻚَ ﻭَﻟَﺎ ﺃَﻛْﺒَﺮُ ﺇِﻟَّﺎ ﻓِﻲ ﻛِﺘَﺎﺏٍ ﻣُﺒِﻴﻦٍ ((
ﻭﻗﺪ ﺯﻋﻢ ﺍﻟﺴﺪﻱ ﻓﻲ ﺧﺒﺮﻩ ﻋﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺼﺨﺮﺓ ﺍﻟﺼﺨﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺖ ﺍﻷﺭﺿﻴﻦ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺣﻜﻲ ﻋﻦ ﻋﻄﻴﺔ ﺍﻟﻌﻮﻓﻲ ﻭﺃﺑﻲ ﻣﺎﻟﻚ ﻭﺍﻟﺜﻮﺭﻱ ﻭﺍﻟﻤﻨﻬﺎﻝ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ ﻭﻓﻲ ﺻﺤﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻣﻦ ﺃﺻﻠﻪ ﻧﻈﺮ ﺛﻢ ﻓﻲ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﻧﻈﺮ ﺁﺧﺮ ﻓﺈﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﻧﻜﺮﺓ ﻏﻴﺮ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻓﻠﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﺑﻬﺎ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻮﻩ ﻟﻘﺎﻝ : ﻓﺘﻜﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺨﺮﺓ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﻓﺘﻜﻦ ﻓﻲ ﺻﺨﺮﺓ ﺃﻱ ﺻﺨﺮﺓ ﻛﺎﻧﺖ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺣﺴﻦ ﺑﻦ ﻣﻮﺳﻰ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺍﺑﻦ ﻟﻬﻴﻌﺔ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺩﺭﺍﺝ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺍﻟﻬﻴﺜﻢ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﻟﺨﺪﺭﻱ ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ ﻟﻮ ﺃﻥ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﻳﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺻﺨﺮﺓ ﺻﻤﺎﺀ ﻟﻴﺲ ﻟﻬﺎ ﺑﺎﺏ ﻭﻻ ﻛﻮﺓ ﻟﺨﺮﺝ ﻋﻤﻠﻪ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻛﺎﺋﻨﺎ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ )) ﻳَﺎ ﺑُﻨَﻲَّ ﺃَﻗِﻢِ ﺍﻟﺼَّﻠَﺎﺓَ (( ﺃﻱ ﺃﺩﻫﺎ ﺑﺠﻤﻴﻊ ﻭﺍﺟﺒﺎﺗﻬﺎ ﻣﻦ ﺣﺪﻭﺩﻫﺎ ﻭﺃﻭﻗﺎﺗﻬﺎ ﻭﺭﻛﻮﻋﻬﺎ ﻭﺳﺠﻮﺩﻫﺎ ﻭﻃﻤﺄﻧﻴﻨﺘﻬﺎ ﻭﺧﺸﻮﻋﻬﺎ ﻭﻣﺎ ﺷﺮﻉ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺍﺟﺘﻨﺐ ﻣﺎ ﻧﻬﻲ ﻋﻨﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ )) ﻭَﺃْﻣُﺮْ ﺑِﺎﻟْﻤَﻌْﺮُﻭﻑِ ﻭَﺍﻧْﻪَ ﻋَﻦِ ﺍﻟْﻤُﻨْﻜَﺮِ (( ﺃﻱ ﺑﺠﻬﺪﻙ ﻭﻃﺎﻗﺘﻚ ﺃﻱ ﺇﻥ ﺍﺳﺘﻄﻌﺖ ﺑﺎﻟﻴﺪ ﻓﺒﺎﻟﻴﺪ ﻭﺇﻻ ﻓﺒﻠﺴﺎﻧﻚ ﻓﺈﻥ ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻊ ﻓﺒﻘﻠﺒﻚ ﺛﻢ ﺃﻣﺮﻩ ﺑﺎﻟﺼﺒﺮ ﻓﻘﺎﻝ ﻭَﺍﺻْﺒِﺮْ ﻋَﻠَﻰ ﻣَﺎ ﺃَﺻَﺎﺑَﻚَ ﻭﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻵﻣﺮ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻭﺍﻟﻨﺎﻫﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮ ﻓﻲ ﻣﻈﻨﺔ ﺃﻥ ﻳﻌﺎﺩﻯ ﻭﻳﻨﺎﻝ ﻣﻨﻪ ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻪ ﺍﻟﻌﺎﻗﺒﺔ ﻭﻟﻬﺬﺍ ﺃﻣﺮﻩ ﺑﺎﻟﺼﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻭﻣﻌﻠﻮﻡ ﺃﻥ ﻋﺎﻗﺒﺔ ﺍﻟﺼﺒﺮ ﺍﻟﻔﺮﺝ ﻭﻗﻮﻟﻪ )) ﺇِﻥَّ ﺫَﻟِﻚَ ﻣِﻦْ ﻋَﺰْﻡِ ﺍﻟْﺄُﻣُﻮﺭِ (( ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﻻ ﻣﺤﻴﺪ ﻋﻨﻬﺎ ﻭﻗﻮﻟﻪ )) ﻭَﻟَﺎ ﺗُﺼَﻌِّﺮْ ﺧَﺪَّﻙَ ﻟِﻠﻨَّﺎﺱِ (( ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﻭﻣﺠﺎﻫﺪ ﻭﻋﻜﺮﻣﺔ ﻭﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺟﺒﻴﺮ ﻭﺍﻟﻀﺤﺎﻙ ﻭﻳﺰﻳﺪ ﺑﻦ ﺍﻷﺻﻢ ﻭﺃﺑﻮ ﺍﻟﺠﻮﺯﺍﺀ ﻭﻏﻴﺮ ﻭﺍﺣﺪ : ﻣﻌﻨﺎﻩ ﻻ ﺗﺘﻜﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺗﻤﻴﻞ ﺧﺪﻙ ﺣﺎﻝ ﻛﻼﻣﻚ ﻟﻬﻢ ﻭﻛﻼﻣﻬﻢ ﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺘﻜﺒﺮ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﺍﻻﺯﺩﺭﺍﺀ ﻟﻬﻢ ﻗﺎﻝ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻠﻐﺔ : ﻭﺃﺻﻞ ﺍﻟﺼﻌﺮ ﺩﺍﺀ ﻳﺄﺧﺬﻩ ﺍﻹﺑﻞ ﻓﻲ ﺃﻋﻨﺎﻗﻬﺎ ﻓﺘﻠﺘﻮﻱ ﺭﺅﻭﺳﻬﺎ ﻓﺸﺒﻪ ﺑﻪ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻤﺘﻜﺒﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﻴﻞ ﻭﺟﻬﻪ ﺇﺫﺍ ﻛﻠﻢ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻭ ﻛﻠﻤﻮﻩ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺘﻌﻈﻢ ﻋﻠﻴﻬﻢ .
ﻭﻗﻮﻟﻪ )) ﻭَﻟَﺎ ﺗَﻤْﺶِ ﻓِﻲ ﺍﻟْﺄَﺭْﺽِ ﻣَﺮَﺣًﺎ ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻟَﺎ ﻳُﺤِﺐُّ ﻛُﻞَّ ﻣُﺨْﺘَﺎﻝٍ ﻓَﺨُﻮﺭٍ (( ﻳﻨﻬﺎﻩ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺒﺨﺘﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺸﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻌﻈﻤﺔ ﻭﺍﻟﻔﺨﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ )) ﻭَﻟَﺎ ﺗَﻤْﺶِ ﻓِﻲ ﺍﻟْﺄَﺭْﺽِ ﻣَﺮَﺣًﺎ ﺇِﻧَّﻚَ ﻟَﻦْ ﺗَﺨْﺮِﻕَ ﺍﻟْﺄَﺭْﺽَ ﻭَﻟَﻦْ ﺗَﺒْﻠُﻎَ ﺍﻟْﺠِﺒَﺎﻝَ ﻃُﻮﻟًﺎ (( ﻳﻌﻨﻲ : ﻟﺴﺖ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻣﺸﻴﻚ ﺗﻘﻄﻊ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻓﻲ ﻣﺸﻴﺘﻚ ﻫﺬﻩ ، ﻭﻟﺴﺖ ﺑﺪﻗﻚ ﺍﻷﺭﺽ ﺑﺮﺟﻠﻚ ﺗﺨﺮﻕ ﺍﻷﺭﺽ ﺑﻮﻃﺌﻚ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻟﺴﺖ ﺑﺘﺸﺎﻣﺨﻚ ﻭﺗﻌﺎﻇﻤﻚ ﻭﺗﺮﻓﻌﻚ ﺗﺒﻠﻎ ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ ﻃﻮﻻ ﻓﺎﺗﺌﺪ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻚ ﻓﻠﺴﺖ ﺗﻌﺪﻭ ﻗﺪﺭﻙ .
ﻭﻗﺪ ﺛﺒﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺭﺟﻞ ﻳﻤﺸﻲ ﻓﻲ ﺑﺮﺩﻳﻪ ﻳﺘﺒﺨﺘﺮ ﻓﻴﻬﻤﺎ ﺇﺫ ﺧﺴﻒ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﻬﻮ ﻳﺘﺠﻠﺠﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻵﺧﺮ ﺇﻳﺎﻙ ﻭﺇﺳﺒﺎﻝ ﺍﻹﺯﺍﺭ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺨﻴﻠﺔ ﻭﺍﻟﻤﺨﻴﻠﺔ ﻻ ﻳﺤﺒﻬﺎ ﺍﻟﻠﻪ .
ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ )) ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻟَﺎ ﻳُﺤِﺐُّ ﻛُﻞَّ ﻣُﺨْﺘَﺎﻝٍ ﻓَﺨُﻮﺭٍ (( ﻭﻟﻤﺎ ﻧﻬﺎﻩ ﻋﻦ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺸﻲ ﺃﻣﺮﻩ ﺑﺎﻟﻘﺼﺪ ﻓﻴﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﻻﺑﺪ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﻤﺸﻲ ﻓﻨﻬﺎﻩ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺮ ، ﻭﺃﻣﺮﻩ ﺑﺎﻟﺨﻴﺮ ﻓﻘﺎﻝ )) ﻭَﺍﻗْﺼِﺪْ ﻓِﻲ ﻣَﺸْﻴِﻚَ (( ﺃﻱ ﻻ ﺗﺒﺘﺎﻃﺄ ﻣﻔﺮﻃﺎ ﻭﻻ ﺗﺴﺮﻉ ﺇﺳﺮﺍﻋﺎ ﻣﻔﺮﻃﺎ ﻭﻟﻜﻦ ﺑﻴﻦ ﺫﻟﻚ ﻗﻮﺍﻣﺎ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ )) ﻭَﻋِﺒَﺎﺩُ ﺍﻟﺮَّﺣْﻤَﻦِ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻳَﻤْﺸُﻮﻥَ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟْﺄَﺭْﺽِ ﻫَﻮْﻧًﺎ ﻭَﺇِﺫَﺍ ﺧَﺎﻃَﺒَﻬُﻢُ ﺍﻟْﺠَﺎﻫِﻠُﻮﻥَ ﻗَﺎﻟُﻮﺍ ﺳَﻠَﺎﻣًﺎ (( ﺛﻢ ﻗﺎﻝ )) ﻭَﺍﻏْﻀُﺾْ ﻣِﻦْ ﺻَﻮْﺗِﻚَ (( ﻳﻌﻨﻲ : ﺇﺫﺍ ﺗﻜﻠﻤﺖ ﻻ ﺗﺘﻜﻠﻒ ﺭﻓﻊ ﺻﻮﺗﻚ ، ﻓﺈﻥ ﺃﺭﻓﻊ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ، ﻭﺃﻧﻜﺮﻫﺎ ﺻﻮﺕ ﺍﻟﺤﻤﻴﺮ .
ﻭﻗﺪ ﺛﺒﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﻴﻦ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺎﻻﺳﺘﻌﺎﺫﺓ ﻋﻨﺪ ﺳﻤﺎﻉ ﺻﻮﺕ ﺍﻟﺤﻤﻴﺮ ﺑﺎﻟﻠﻴﻞ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺭﺃﺕ ﺷﻴﻄﺎﻧﺎ ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻧﻬﻲ ﻋﻦ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﺣﻴﺚ ﻻ ﺣﺎﺟﺔ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻌﻄﺎﺱ ﻓﻴﺴﺘﺤﺐ ﺧﻔﺾ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﻭﺗﺨﻤﻴﺮ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﻛﻤﺎ ﺛﺒﺖ ﺑﻪ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻣﻦ ﺻﻨﻴﻊ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ، ﻓﺄﻣﺎ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﺑﺎﻷﺫﺍﻥ ﻭﻋﻨﺪ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﺌﺔ ﻟﻠﻘﺘﺎﻝ ﻭﻋﻨﺪ ﺍﻹﻫﻼﻝ ﻭﻧﺤﻮ ﺫﻟﻚ ﻓﺬﻟﻚ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﻓﻬﺬﺍ ﻣﻤﺎ ﻗﺼﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻦ ﻟﻘﻤﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻜﻢ ، ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﻋﻆ ، ﻭﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ ﺍﻟﻨﺎﻓﻌﺔ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﻟﻠﺨﻴﺮ ﺍﻟﻤﺎﻧﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮ ﻭﻗﺪ ﻭﺭﺩﺕ ﺁﺛﺎﺭ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﺃﺧﺒﺎﺭﻩ ﻭﻣﻮﺍﻋﻈﻪ ، ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﻛﺘﺎﺏ ﻳﺆﺛﺮ ﻋﻨﻪ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﺤﻜﻤﺔ ﻟﻘﻤﺎﻥ ﻭﻧﺤﻦ ﻧﺬﻛﺮ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﺗﻴﺴﺮ ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ .
ﻗﺎﻝ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ :
ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻙ ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺃﺧﺒﺮﻧﻲ ﻧﻬﺸﻞ ﺑﻦ ﻣﺠﻤﻊ ﺍﻟﻀﺒﻲ ﻋﻦ ﻗﺰﻋﺔ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻗﺎﻝ ﺃﺧﺒﺮﻧﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ ﺇﻥ ﻟﻘﻤﺎﻥ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﺫﺍ ﺍﺳﺘﻮﺩﻉ ﺷﻴﺌﺎ ﺣﻔﻈﻪ ﻭﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺣﺎﺗﻢ : ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﻷﺷﺞ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﻴﺴﻰ ﺑﻦ ﻳﻮﻧﺲ ﻋﻦ ﺍﻷﻭﺯﺍﻋﻲ ﻋﻦ ﻣﻮﺳﻰ ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺑﻦ ﻣﺨﻴﻤﺮﺓ ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ ﻗﺎﻝ ﻟﻘﻤﺎﻥ ﻻﺑﻨﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﻌﻈﻪ ﻳﺎ ﺑﻨﻲ ﺇﻳﺎﻙ ﻭﺍﻟﺘﻘﻨﻊ ﻓﺈﻧﻪ ﻣﺨﻮﻓﺔ ﺑﺎﻟﻠﻴﻞ ﻣﺬﻟﺔ ﺑﺎﻟﻨﻬﺎﺭ . .
ﻭﻗﺎﻝ ﺃﻳﻀﺎ : ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﺑﻲ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺿﻤﺮﺓ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺍﻟﺴﺮﻱ ﺑﻦ ﻳﺤﻴﻰ ﻗﺎﻝ ﻟﻘﻤﺎﻥ ﻻﺑﻨﻪ : ﻳﺎ ﺑﻨﻲ ﺇﻥ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺃﺟﻠﺴﺖ ﺍﻟﻤﺴﺎﻛﻴﻦ ﻣﺠﺎﻟﺲ ﺍﻟﻤﻠﻮﻙ ﻭﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﺑﻲ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪﺓ ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻙ ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﻤﺴﻌﻮﺩﻱ ﻋﻦ ﻋﻮﻥ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻗﺎﻝ : ﻗﺎﻝ ﻟﻘﻤﺎﻥ ﻻﺑﻨﻪ : ﻳﺎ ﺑﻨﻲ ﺇﺫﺍ ﺃﺗﻴﺖ ﻧﺎﺩﻱ ﻗﻮﻡ ﻓﺎﺭﻣﻬﻢ ﺑﺴﻬﻢ ﺍﻹﺳﻼﻡ - ﻳﻌﻨﻲ ﺍﻟﺴﻼﻡ - ﺛﻢ ﺍﺟﻠﺲ ﻓﻲ ﻧﺎﺣﻴﺘﻬﻢ ﻓﻼ ﺗﻨﻄﻖ ﺣﺘﻰ ﺗﺮﺍﻫﻢ ﻗﺪ ﻧﻄﻘﻮﺍ ، ﻓﺈﻥ ﺃﻓﺎﺿﻮﺍ ﻓﻲ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﺄﺟﻞ ﺳﻬﻤﻚ ﻣﻌﻬﻢ ﻭﺇﻥ ﺃﻓﺎﺿﻮﺍ ﻓﻲ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻓﺘﺤﻮﻝ ﻋﻨﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮﻫﻢ ﻭﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﺑﻲ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺿﻤﺮﺓ ﻋﻦ ﺣﻔﺺ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻗﺎﻝ : ﻭﺿﻊ ﻟﻘﻤﺎﻥ ﺟﺮﺍﺑﺎ ﻣﻦ ﺧﺮﺩﻝ ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺒﻪ ﻭﺟﻌﻞ ﻳﻌﻆ ﺍﺑﻨﻪ ﻭﻋﻈﺔ ﻭﻳﺨﺮﺝ ﺧﺮﺩﻟﺔ ﺣﺘﻰ ﻧﻔﺪ ﺍﻟﺨﺮﺩﻝ ﻓﻘﺎﻝ : ﻳﺎ ﺑﻨﻲ ﻟﻘﺪ ﻭﻋﻈﺘﻚ ﻣﻮﻋﻈﺔ ﻟﻮ ﻭﻋﻈﻬﺎ ﺟﺒﻞ ﺗﻔﻄﺮ ﻗﺎﻝ : ﻓﺘﻔﻄﺮ ﺍﺑﻨﻪ .
ﻭﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺍﻟﻄﺒﺮﺍﻧﻲ : ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﻟﻤﺼﻴﺼﻲ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﺤﺮﺍﻧﻲ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﻄﺮﺍﺋﻔﻲ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﺑﻴﻦ ﺑﻦ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺍﻟﻤﻘﺪﺳﻲ ﻋﻦ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺑﻦ ﺳﻼﻡ ﻋﻦ ﻋﻄﺎﺀ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺭﺑﺎﺡ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﻗﺎﻝ : ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺍﺗﺨﺬﻭﺍ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻓﺈﻥ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺳﺎﺩﺍﺕ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻟﻘﻤﺎﻥ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ﻭﺍﻟﻨﺠﺎﺷﻲ ﻭﺑﻼﻝ ﺍﻟﻤﺆﺫﻥ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻄﺒﺮﺍﻧﻲ : ﻳﻌﻨﻲ ﺍﻟﺤﺒﺸﻲ ، ﻭﻫﺬﺍ ﺣﺪﻳﺚ ﻏﺮﻳﺐ ﻣﻨﻜﺮ .
ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮ ﻟﻪ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺰﻫﺪ ﺫﻛﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﻮﺍﺋﺪ ﻣﻬﻤﺔ ﻭﻓﺮﺍﺋﺪ ﺟﻤﺔ ﻓﻘﺎﻝ : ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻭﻛﻴﻊ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﻋﻦ ﺭﺟﻞ ﻋﻦ ﻣﺠﺎﻫﺪ ﻭَﻟَﻘَﺪْ ﺁﺗَﻴْﻨَﺎ ﻟُﻘْﻤَﺎﻥَ ﺍﻟْﺤِﻜْﻤَﺔَ ﻗﺎﻝ : ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭﺍﻹﺻﺎﺑﺔ ﻓﻲ ﻏﻴﺮ ﻧﺒﻮﺓ ﻭﻛﺬﺍ ﺭﻭﻱ ﻋﻦ ﻭﻫﺐ ﺑﻦ ﻣﻨﺒﻪ
ﻭﺣﺪﺛﻨﺎ ﻭﻛﻴﻊ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﻋﻦ ﺃﺷﻌﺚ ﻋﻦ ﻋﻜﺮﻣﺔ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﻗﺎﻝ : ﻛﺎﻥ ﻟﻘﻤﺎﻥ ﻋﺒﺪﺍ ﺣﺒﺸﻴﺎ .
ﻭﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﺳﻮﺩ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺣﻤﺎﺩ ﻋﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺯﻳﺪ ﻋﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻤﺴﻴﺐ ﺃﻥ ﻟﻘﻤﺎﻥ ﻛﺎﻥ ﺧﻴﺎﻃﺎ .
ﻭﺣﺪﺛﻨﺎ ﺳﻴﺎﺭ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺟﻌﻔﺮ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻣﺎﻟﻚ ﻳﻌﻨﻲ ﺍﺑﻦ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﻗﺎﻝ : ﻗﺎﻝ ﻟﻘﻤﺎﻥ ﻻﺑﻨﻪ : ﻳﺎ ﺑﻨﻲ ﺍﺗﺨﺬ ﻃﺎﻋﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﺠﺎﺭﺓ ﺗﺄﺗﻚ ﺍﻷﺭﺑﺎﺡ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺑﻀﺎﻋﺔ