ﻗﺼﺔ ﺫﻭ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ
ﻗﺼﺔ ﺫﻭ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ |
من هو ذو القرنين
ما هي قصة ذي القرنين
من هو ذو القرنين ولماذا سمي بهذا الاسم؟
قصة ذو القرنين كاملة
ﻣﻮﻗﻊ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ :
ﻭﺭﺩ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻜﻬﻒ ﺍﻵﻳﺎﺕ .98-83
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ )): ﻭَﻳَﺴْﺄَﻟُﻮﻧَﻚَ ﻋَﻦْ ﺫِﻱ ﺍﻟْﻘَﺮْﻧَﻴْﻦِ ﻗُﻞْ ﺳَﺄَﺗْﻠُﻮ ﻋَﻠَﻴْﻜُﻢْ ﻣِﻨْﻪُ ﺫِﻛْﺮًﺍ ﺇِﻧَّﺎ ﻣَﻜَّﻨَّﺎ ﻟَﻪُ ﻓِﻲ ﺍﻟْﺄَﺭْﺽِ ﻭَﺁﺗَﻴْﻨَﺎﻩُ ﻣِﻦْ ﻛُﻞِّ ﺷَﻲْﺀٍ ﺳَﺒَﺒًﺎ ﻓَﺄَﺗْﺒَﻊَ ﺳَﺒَﺒًﺎ ﺣَﺘَّﻰ ﺇِﺫَﺍ ﺑَﻠَﻎَ ﻣَﻐْﺮِﺏَ ﺍﻟﺸَّﻤْﺲِ ﻭَﺟَﺪَﻫَﺎ ﺗَﻐْﺮُﺏُ ﻓِﻲ ﻋَﻴْﻦٍ ﺣَﻤِﺌَﺔٍ ﻭَﻭَﺟَﺪَ ﻋِﻨْﺪَﻫَﺎ ﻗَﻮْﻣًﺎ ﻗُﻠْﻨَﺎ ﻳَﺎ ﺫَﺍ ﺍﻟْﻘَﺮْﻧَﻴْﻦِ ﺇِﻣَّﺎ ﺃَﻥْ ﺗُﻌَﺬِّﺏَ ﻭَﺇِﻣَّﺎ ﺃَﻥْ ﺗَﺘَّﺨِﺬَ ﻓِﻴﻬِﻢْ ﺣُﺴْﻨًﺎ ﻗَﺎﻝَ ﺃَﻣَّﺎ ﻣَﻦْ ﻇَﻠَﻢَ ﻓَﺴَﻮْﻑَ ﻧُﻌَﺬِّﺑُﻪُ ﺛُﻢَّ ﻳُﺮَﺩُّ ﺇِﻟَﻰ ﺭَﺑِّﻪِ ﻓَﻴُﻌَﺬِّﺑُﻪُ ﻋَﺬَﺍﺑًﺎ ﻧُﻜْﺮًﺍ ﻭَﺃَﻣَّﺎ ﻣَﻦْ ﺁﻣَﻦَ ﻭَﻋَﻤِﻞَ ﺻَﺎﻟِﺤًﺎ ﻓَﻠَﻪُ ﺟَﺰَﺍﺀً ﺍﻟْﺤُﺴْﻨَﻰ ﻭَﺳَﻨَﻘُﻮﻝُ ﻟَﻪُ ﻣِﻦْ ﺃَﻣْﺮِﻧَﺎ ﻳُﺴْﺮًﺍ ﺛُﻢَّ ﺃَﺗْﺒَﻊَ ﺳَﺒَﺒًﺎ ﺣَﺘَّﻰ ﺇِﺫَﺍ ﺑَﻠَﻎَ ﻣَﻄْﻠِﻊَ ﺍﻟﺸَّﻤْﺲِ ﻭَﺟَﺪَﻫَﺎ ﺗَﻄْﻠُﻊُ ﻋَﻠَﻰ ﻗَﻮْﻡٍ ﻟَﻢْ ﻧَﺠْﻌَﻞْ ﻟَﻬُﻢْ ﻣِﻦْ ﺩُﻭﻧِﻬَﺎ ﺳِﺘْﺮًﺍ ﻛَﺬَﻟِﻚَ ﻭَﻗَﺪْ ﺃَﺣَﻄْﻨَﺎ ﺑِﻤَﺎ ﻟَﺪَﻳْﻪِ ﺧُﺒْﺮًﺍ ﺛُﻢَّ ﺃَﺗْﺒَﻊَ ﺳَﺒَﺒًﺎ ﺣَﺘَّﻰ ﺇِﺫَﺍ ﺑَﻠَﻎَ ﺑَﻴْﻦَ ﺍﻟﺴَّﺪَّﻳْﻦِ ﻭَﺟَﺪَ ﻣِﻦْ ﺩُﻭﻧِﻬِﻤَﺎ ﻗَﻮْﻣًﺎ ﻟَﺎ ﻳَﻜَﺎﺩُﻭﻥَ ﻳَﻔْﻘَﻬُﻮﻥَ ﻗَﻮْﻟًﺎ ﻗَﺎﻟُﻮﺍ ﻳَﺎ ﺫَﺍ ﺍﻟْﻘَﺮْﻧَﻴْﻦِ ﺇِﻥَّ ﻳَﺄْﺟُﻮﺝَ ﻭَﻣَﺄْﺟُﻮﺝَ ﻣُﻔْﺴِﺪُﻭﻥَ ﻓِﻲ ﺍﻟْﺄَﺭْﺽِ ﻓَﻬَﻞْ ﻧَﺠْﻌَﻞُ ﻟَﻚَ ﺧَﺮْﺟًﺎ ﻋَﻠَﻰ ﺃَﻥْ ﺗَﺠْﻌَﻞَ ﺑَﻴْﻨَﻨَﺎ ﻭَﺑَﻴْﻨَﻬُﻢْ ﺳَﺪًّﺍ ﻗَﺎﻝَ ﻣَﺎ ﻣَﻜَّﻨِّﻲ ﻓِﻴﻪِ ﺭَﺑِّﻲ ﺧَﻴْﺮٌ ﻓَﺄَﻋِﻴﻨُﻮﻧِﻲ ﺑِﻘُﻮَّﺓٍ ﺃَﺟْﻌَﻞْ ﺑَﻴْﻨَﻜُﻢْ ﻭَﺑَﻴْﻨَﻬُﻢْ ﺭَﺩْﻣًﺎ ﺁﺗُﻮﻧِﻲ ﺯُﺑَﺮَ ﺍﻟْﺤَﺪِﻳﺪِ ﺣَﺘَّﻰ ﺇِﺫَﺍ ﺳَﺎﻭَﻯ ﺑَﻴْﻦَ ﺍﻟﺼَّﺪَﻓَﻴْﻦِ ﻗَﺎﻝَ ﺍﻧْﻔُﺨُﻮﺍ ﺣَﺘَّﻰ ﺇِﺫَﺍ ﺟَﻌَﻠَﻪُ ﻧَﺎﺭًﺍ ﻗَﺎﻝَ ﺁﺗُﻮﻧِﻲ ﺃُﻓْﺮِﻍْ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻗِﻄْﺮًﺍ ﻓَﻤَﺎ ﺍﺳْﻄَﺎﻋُﻮﺍ ﺃَﻥْ ﻳَﻈْﻬَﺮُﻭﻩُ ﻭَﻣَﺎ ﺍﺳْﺘَﻄَﺎﻋُﻮﺍ ﻟَﻪُ ﻧَﻘْﺒًﺎ ﻗَﺎﻝَ ﻫَﺬَﺍ ﺭَﺣْﻤَﺔٌ ﻣِﻦْ ﺭَﺑِّﻲ ﻓَﺈِﺫَﺍ ﺟَﺎﺀَ ﻭَﻋْﺪُ ﺭَﺑِّﻲ ﺟَﻌَﻠَﻪُ ﺩَﻛَّﺎﺀَ ﻭَﻛَﺎﻥَ ﻭَﻋْﺪُ ﺭَﺑِّﻲ ﺣَﻘًّﺎ ((
ﺍﻟﻘﺼﺔ :
ﻻ ﻧﻌﻠﻢ ﻗﻄﻌﺎ ﻣﻦ ﻫﻮ ﺫﻭ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ . ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺨﺒﺮﻧﺎ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻋﻨﻪ ﺃﻧﻪ ﻣﻠﻚ ﺻﺎﻟﺢ، ﺁﻣﻦ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﺑﺎﻟﺒﻌﺚ ﻭﺑﺎﻟﺤﺴﺎﺏ، ﻓﻤﻜّﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ، ﻭﻗﻮّﻯ ﻣﻠﻜﻪ، ﻭﻳﺴﺮ ﻟﻪ ﻓﺘﻮﺣﺎﺗﻪ .
ﺑﺪﺃ ﺫﻭ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ﺍﻟﺘﺠﻮﺍﻝ ﺑﺠﻴﺸﻪ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ، ﺩﺍﻋﻴﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ . ﻓﺎﺗﺠﻪ ﻏﺮﺑﺎ، ﺣﺘﻰ ﻭﺻﻞ ﻟﻠﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺒﺪﻭ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻛﺄﻧﻬﺎ ﺗﻐﻴﺐ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺀﻩ . ﻭﺭﺑﻤﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻫﻮ ﺷﺎﻃﺊ ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ ﺍﻷﻃﻠﺴﻲ، ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻥ ﻳﻈﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻻ ﻳﺎﺑﺴﺔ ﻭﺭﺍﺀﻩ . ﻓﺄﻟﻬﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ – ﺃﻭ ﺃﻭﺣﻰ ﺇﻟﻴﻪ - ﺃﻧﻪ ﻣﺎﻟﻚ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺴﻜﻨﻮﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻳﺎﺭ، ﻓﺈﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﻌﺬﻫﻢ ﺃﻭ ﺃﻥ ﻳﺤﺴﻦ ﺇﻟﻴﻬﻢ .
ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﻭﺿّﺢ ﻣﻨﻬﺠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻢ . ﻓﺄﻋﻠﻦ ﺃﻧﻪ ﺳﻴﻌﺎﻗﺐ ﺍﻟﻤﻌﺘﺪﻳﻦ ﺍﻟﻈﺎﻟﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ، ﺛﻢ ﺣﺴﺎﺑﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ . ﺃﻣﺎ ﻣﻦ ﺁﻣﻦ، ﻓﺴﻴﻜﺮﻣﻪ ﻭﻳﺤﺴﻦ ﺇﻟﻴﻪ .
ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺫﻭ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ﻣﻦ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻐﺮﺏ، ﺗﻮﺟﻪ ﻟﻠﺸﺮﻕ . ﻓﻮﺻﻞ ﻷﻭﻝ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺗﻄﻠﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺸﻤﺲ . ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺃﺭﺿﺎ ﻣﻜﺸﻮﻓﺔ ﻻ ﺃﺷﺠﺎﺭ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻻ ﻣﺮﺗﻔﺎﺕ ﺗﺤﺠﺐ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻋﻦ ﺃﻫﻠﻬﺎ . ﻓﺤﻜﻢ ﺫﻭ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺸﺮﻕ ﺑﻨﻔﺲ ﺣﻜﻤﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ، ﺛﻢ ﺍﻧﻄﻠﻖ .
ﻭﺻﻞ ﺫﻭ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ﻓﻲ ﺭﺣﻠﺘﻪ، ﻟﻘﻮﻡ ﻳﻌﻴﺸﻮﻥ ﺑﻴﻦ ﺟﺒﻠﻴﻦ ﺃﻭ ﺳﺪّﻳﻦ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻓﺠﻮﺓ . ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺘﺤﺪﺛﻮﻥ ﺑﻠﻐﺘﻬﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺼﻌﺐ ﻓﻬﻤﻬﺎ . ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻭﺟﺪﻭﻩ ﻣﻠﻜﺎ ﻗﻮﻳﺎ ﻃﻠﺒﻮﺍ ﻣﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﺴﺎﻋﺪﻫﻢ ﻓﻲ ﺻﺪ ﻳﺄﺟﻮﺝ ﻭﻣﺄﺟﻮﺝ ﺑﺄﻥ ﻳﺒﻨﻲ ﻟﻬﻢ ﺳﺪﺍ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻔﺠﻮﺓ، ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺧﺮﺍﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻳﺪﻓﻌﻮﻧﻪ ﻟﻪ .
ﻓﻮﺍﻓﻖ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﻋﻠﻰ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺴﺪ، ﻟﻜﻨﻪ ﺯﻫﺪ ﻓﻲ ﻣﺎﻟﻬﻢ، ﻭﺍﻛﺘﻔﻰ ﺑﻄﻠﺐ ﻣﺴﺎﻋﺪﺗﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺴﺪ ﻭﺭﺩﻡ ﺍﻟﻔﺠﻮﺓ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﺒﻠﻴﻦ .
ﺍﺳﺘﺨﺪﻡ ﺫﻭ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻫﻨﺪﺳﻴﺔ ﻣﻤﻴﺰﺓ ﻟﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﺴّﺪ . ﻓﻘﺎﻡ ﺃﻭﻻ ﺑﺠﻤﻊ ﻗﻄﻊ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪ ﻭﻭﺿﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺘﺤﺔ ﺣﺘﻰ ﺗﺴﺎﻭﻯ ﺍﻟﺮﻛﺎﻡ ﻣﻊ ﻗﻤﺘﻲ ﺍﻟﺠﺒﻠﻴﻦ . ﺛﻢ ﺃﻭﻗﺪ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪ، ﻭﺳﻜﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﻧﺤﺎﺳﺎ ﻣﺬﺍﺑﺎ ﻟﻴﻠﺘﺤﻢ ﻭﺗﺸﺘﺪ ﺻﻼﺑﺘﻪ . ﻓﺴﺪّﺕ ﺍﻟﻔﺠﻮﺓ، ﻭﺍﻧﻘﻄﻊ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻋﻠﻰ ﻳﺄﺟﻮﺝ ﻭﻣﺄﺟﻮﺝ، ﻓﻠﻢ ﻳﺘﻤﻜﻨﻮﺍ ﻣﻦ ﻫﺪﻡ ﺍﻟﺴّﺪ ﻭﻻ ﺗﺴﻮّﺭﻩ . ﻭﺃﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺍﻟﻀﻌﻔﺎﺀ ﻣﻦ ﺷﺮّﻫﻢ .
ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺫﻭ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺠﺒﺎﺭ، ﻧﻈﺮ ﻟﻠﺴّﺪ، ﻭﺣﻤﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻧﻌﻤﺘﻪ، ﻭﺭﺩّ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﻭﺍﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻓﻠﻢ ﺗﺄﺧﺬﻩ ﺍﻟﻌﺰﺓ، ﻭﻟﻢ ﻳﺴﻜﻦ ﺍﻟﻐﺮﻭﺭ ﻗﻠﺒﻪ .
ﻳﻘﻮﻝ ﺳﻴّﺪ ﻗﻄﺐ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ : " ﻭﺑﺬﻟﻚ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻠﻘﺔ ﻣﻦ ﺳﻴﺮﺓ ﺫﻱ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ . ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺝ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﻟﻠﺤﺎﻛﻢ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ . ﻳﻤﻜﻨﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ , ﻭﻳﻴﺴﺮ ﻟﻪ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ; ﻓﻴﺠﺘﺎﺡ ﺍﻷﺭﺽ ﺷﺮﻗﺎ ﻭﻏﺮﺑﺎ ; ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻻ ﻳﺘﺠﺒﺮ ﻭﻻ ﻳﺘﻜﺒﺮ , ﻭﻻ ﻳﻄﻐﻰ ﻭﻻ ﻳﺘﺒﻄﺮ , ﻭﻻ ﻳﺘﺨﺬ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺘﻮﺡ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻟﻠﻐﻨﻢ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ، ﻭﺍﺳﺘﻐﻼﻝ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﻭﺍﻷﻭﻃﺎﻥ , ﻭﻻ ﻳﻌﺎﻣﻞ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﻤﻔﺘﻮﺣﺔ ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﺍﻟﺮﻗﻴﻖ ;
ﻭﻻ ﻳﺴﺨﺮ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺃﻏﺮﺍﺿﻪ ﻭﺃﻃﻤﺎﻋﻪ .. ﺇﻧﻤﺎ ﻳﻨﺸﺮ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ ﻳﺤﻞ ﺑﻪ , ﻭﻳﺴﺎﻋﺪ ﺍﻟﻤﺘﺨﻠﻔﻴﻦ , ﻭﻳﺪﺭﺃ ﻋﻨﻬﻢ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ﺩﻭﻥ ﻣﻘﺎﺑﻞ ; ﻭﻳﺴﺘﺨﺪﻡ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺴﺮﻫﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﻤﻴﺮ ﻭﺍﻹﺻﻼﺡ , ﻭﺩﻓﻊ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ﻭﺇﺣﻘﺎﻕ ﺍﻟﺤﻖ . ﺛﻢ ﻳﺮﺟﻊ ﻛﻞ ﺧﻴﺮ ﻳﺤﻘﻘﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻳﻪ ﺇﻟﻰ ﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻓﻀﻞ ﺍﻟﻠﻪ , ﻭﻻ ﻳﻨﺴﻰ ﻭﻫﻮ ﻓﻲ ﺇﺑﺎﻥ ﺳﻄﻮﺗﻪ ﻗﺪﺭﺓ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺟﺒﺮﻭﺗﻪ , ﻭﺃﻧﻪ ﺭﺍﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ". ( ﻓﻲ ﻇﻼﻝ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ) .
ﻳﺄﺟﻮﺝ ﻭﻣﺄﺟﻮﺝ :
ﻳﺄﺟﻮﺝ ﻭﻣﺄﺟﻮﺝ ﺍﺳﻤﺎﻥ ﺃﻋﺠﻤﻴﺎﻥ ، ﻭﻗﻴﻞ : ﻋﺮﺑﻴﺎﻥ
ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﺷﺘﻘﺎﻗﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﺃﺟﺖ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺃﺟﻴﺠﺎ : ﺇﺫﺍ ﺍﻟﺘﻬﺒﺖ . ﺃﻭ ﻣﻦ ﺍﻷﺟﺎﺝ : ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﺍﻟﻤﻠﻮﺣﺔ ، ﺍﻟﻤﺤﺮﻕ ﻣﻦ ﻣﻠﻮﺣﺘﻪ ، ﻭﻗﻴﻞ ﻋﻦ ﺍﻷﺝ : ﻭﻫﻮ ﺳﺮﻋﺔ ﺍﻟﻌﺪﻭ . ﻭﻗﻴﻞ : ﻣﺄﺟﻮﺝ ﻣﻦ ﻣﺎﺝ ﺇﺫﺍ ﺍﺿﻄﺮﺏ،ﻭﻳﺆﻳﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺷﺘﻘﺎﻕ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ( ﻭﺗﺮﻛﻨﺎ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﻮﻣﺌﺬ ﻳﻤﻮﺝ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ) ، ﻭﻫﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﻭﺯﻥ ﻳﻔﻌﻮﻝ ﻓﻲ ( ﻳﺄﺟﻮﺝ ) ، ﻭﻣﻔﻌﻮﻝ ﻓﻲ ( ﻣﺄﺟﻮﺝ ) ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﻭﺯﻥ ﻓﺎﻋﻮﻝ ﻓﻴﻬﻤﺎ
ﻫﺬﺍ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻻﺳﻤﺎﻥ ﻋﺮﺑﻴﺎﻥ ، ﺃﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺎ ﺃﻋﺠﻤﻴﻴﻦ ﻓﻠﻴﺲ ﻟﻬﻤﺎ ﺍﺷﺘﻘﺎﻕ ، ﻷﻥ ﺍﻷﻋﺠﻤﻴﺔ ﻻ ﺗﺸﺘﻖ
ﻭﺃﺻﻞ ﻳﺄﺟﻮﺝ ﻭﻣﺄﺟﻮﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻣﻦ ﺫﺭﻳﺔ ﺁﺩﻡ ﻭﺣﻮﺍﺀ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺍﻟﺴﻼﻡ . ﻭﻫﻤﺎ ﻣﻦ ﺫﺭﻳﺔ ﻳﺎﻓﺚ ﺃﺑﻲ ﺍﻟﺘﺮﻙ ، ﻭﻳﺎﻓﺚ ﻣﻦ ﻭﻟﺪ ﻧﻮﺡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ . ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﻢ ﻣﻦ ﺫﺭﻳﺔ ﺁﺩﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻣﺎ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﻟﺨﺪﺭﻱ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ ( ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ﻳﺎ ﺁﺩﻡ ! ﻓﻴﻘﻮﻝ ﻟﺒﻴﻚ ﻭﺳﻌﺪﻳﻚ ، ﻭﺍﻟﺨﻴﺮ ﻓﻲ ﻳﺪﻳﻚ . ﻓﻴﻘﻮﻝ ﺍﺧﺮﺝ ﺑﻌﺚ ﺍﻟﻨﺎﺭ . ﻗﺎﻝ : ﻭﻣﺎ ﺑﻌﺚ ﺍﻟﻨﺎﺭ ؟ ﻗﺎﻝ : ﻣﻦ ﻛﻞ ﺃﻟﻒ ﺗﺴﻊ ﻣﺌﺔ ﻭﺗﺴﻌﺔ ﻭﺗﺴﻌﻴﻦ . ﻓﻌﻨﺪﻩ ﻳﺸﻴﺐ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﻭﺗﻀﻊ ﻛﻞ ﺫﺍﺕ ﺣﻤﻞ ﺣﻤﻠﻬﺎ، ﻭﺗﺮﻯ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺳﻜﺎﺭﻯ ﻭﻣﺎ ﻫﻢ ﺑﺴﻜﺎﺭﻯ ، ﻭﻟﻜﻦ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﺷﺪﻳﺪ ) . ﻗﺎﻟﻮﺍ : ﻭﺃﻳﻨﺎ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ؟ ﻗﺎﻝ : ( ﺍﺑﺸﺮﻭﺍ ﻓﺈﻥ ﻣﻨﻜﻢ ﺭﺟﻼ ﻭﻣﻦ ﻳﺄﺟﻮﺝ ﻭﻣﺄﺟﻮﺝ ﺃﻟﻒ ) ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ
ﻭﻋﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ( ﺃﻥ ﻳﺄﺟﻮﺝ ﻭﻣﺄﺟﻮﺝ ﻣﻦ ﻭﻟﺪ ﺁﺩﻡ ، ﻭﺃﻧﻬﻢ ﻟﻮ ﺃﺭﺳﻠﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻷﻓﺴﺪﻭﺍ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻌﺎﻳﺸﻬﻢ، ﻭﻟﻦ ﻳﻤﻮﺕ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﺣﺪ ﺇﻻ ﺗﺮﻙ ﻣﻦ ﺫﺭﻳﺘﻪ ﺃﻟﻔﺎ ﻓﺼﺎﻋﺪﺍ )
ﺻﻔﺘﻬﻢ
ﻫﻢ ﻳﺸﺒﻬﻮﻥ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺟﻨﺴﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺮﻙ ﺍﻟﻤﻐﻮﻝ، ﺻﻐﺎﺭ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ ، ﺫﻟﻒ ﺍﻷﻧﻮﻑ ، ﺻﻬﺐ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ، ﻋﺮﺍﺽ ﺍﻟﻮﺟﻮﻩ، ﻛﺄﻥ ﻭﺟﻮﻫﻬﻢ ﺍﻟﻤﺠﺎﻥ ﺍﻟﻤﻄﺮﻗﺔ ، ﻋﻠﻰ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﺘﺮﻙ ﻭﺃﻟﻮﺍﻧﻬﻢ . ﻭﺭﻭﻯ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ : ﺧﻄﺐ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻫﻮ ﻋﺎﺻﺐ ﺃﺻﺒﻌﻪ ﻣﻦ ﻟﺪﻏﺔ ﻋﻘﺮﺏ ، ﻓﻘﺎﻝ ( ﺇﻧﻜﻢ ﺗﻘﻮﻟﻮﻥ ﻻ ﻋﺪﻭ ، ﻭﺇﻧﻜﻢ ﻻ ﺗﺰﺍﻟﻮﻥ ﺗﻘﺎﺗﻠﻮﻥ ﻋﺪﻭﺍ ﺣﺘﻰ ﻳﺄﺗﻲ ﻳﺄﺟﻮﺝ ﻭﻣﺄﺟﻮﺝ : ﻋﺮﺍﺽ ﺍﻟﻮﺟﻮﻩ ، ﺻﻐﺎﺭ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ ، ﺷﻬﺐ ﺍﻟﺸﻌﺎﻑ ( ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ) ، ﻣﻦ ﻛﻞ ﺣﺪﺏ ﻳﻨﺴﻠﻮﻥ ، ﻛﺄﻥ ﻭﺟﻮﻫﻬﻢ ﺍﻟﻤﺠﺎﻥ ﺍﻟﻤﻄﺮﻗﺔ ) .
ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮ ﺍﺑﻦ ﺣﺠﺮ ﺑﻌﺾ ﺍﻻﺛﺎﺭ ﻓﻲ ﺻﻔﺘﻬﻢ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻛﻠﻬﺎ ﺭﻭﺍﻳﺎﺕ ﺿﻌﻴﻔﺔ ، ﻭﻣﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻧﻬﻢ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﺻﻨﺎﻑ
ﺻﻨﻒ ﺃﺟﺴﺎﺩﻫﻢ ﻛﺎﻷﺭﺯ ﻭﻫﻮ ﺷﺠﺮ ﻛﺒﺎﺭ ﺟﺪﺍ
ﻭﺻﻨﻒ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺃﺫﺭﻉ ﻓﻲ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺃﺫﺭﻉ
ﻭﺻﻨﻒ ﻳﻔﺘﺮﺷﻮﻥ ﺁﺫﺍﻧﻬﻢ ﻭﻳﻠﺘﺤﻔﻮﻥ ﺑﺎﻷﺧﺮﻯ
ﻭﺟﺎﺀ ﺃﻳﻀﺎ ﺃﻥ ﻃﻮﻟﻬﻢ ﺷﺒﺮ ﻭﺷﺒﺮﻳﻦ ، ﻭﺃﻃﻮﻟﻬﻢ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﺷﺒﺎﺭ
ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺎﺕ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﺃﻧﻬﻢ ﺭﺟﺎﻝ ﺃﻗﻮﻳﺎﺀ ، ﻻ ﻃﺎﻗﺔ ﻷﺣﺪ ﺑﻘﺘﺎﻟﻬﻢ، ﻭﻳﺒﻌﺪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻃﻮﻝ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺷﺒﺮ ﺃﻭ ﺷﺒﺮﻳﻦ . ﻓﻔﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﻨﻮﺍﺱ ﺑﻦ ﺳﻤﻌﺎﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﻮﺣﻲ ﺇﻟﻰ ﻋﻴﺴﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺨﺮﻭﺝ ﻳﺄﺟﻮﺝ ﻭﻣﺄﺟﻮﺝ ، ﻭﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺪﺍﻥ ﻷﺣﺪ ﺑﻘﺘﺎﻟﻬﻢ، ﻭﻳﺄﻣﺮﻩ ﺑﺈﺑﻌﺎﺩ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻘﻬﻢ ، ﻓﻴﻘﻮﻝ ﻟﻬﻢ ( ﺣﺮﺯ ﻋﺒﺎﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻄﻮﺭ )
ﺃﺩﻟﺔ ﺧﺮﻭﺟﻬﻢ
ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ ( ﺣﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﻓﺘﺤﺖ ﻳﺄﺟﻮﺝ ﻭﻣﺄﺟﻮﺝ ﻭﻫﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺣﺪﺏ ﻳﻨﺴﻠﻮﻥ . ﻭﺍﻗﺘﺮﺏ ﺍﻟﻮﻋﺪ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﺈﺫﺍ ﻫﻲ ﺷﺎﺧﺼﺔ ﺃﺑﺼﺎﺭ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﻔﺮﻭﺍ ﻳﺎ ﻭﻳﻠﻨﺎ ﻗﺪ ﻛﻨﺎ ﻓﻲ ﻏﻔﻠﺔ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺑﻞ ﻛﻨﺎ ﻇﺎﻟﻤﻴﻦ ) ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ 97-96:
ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﻗﺼﺔ ﺫﻱ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ( ﺛﻢ ﺃﺗﺒﻊ ﺳﺒﺒﺎ . ﺣﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﺑﻠﻎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺴﺪﻳﻦ ﻭﺟﺪ ﻣﻦ ﺩﻭﻧﻬﻤﺎ ﻗﻮﻣﺎ ﻻ ﻳﻜﺎﺩﻭﻥ ﻳﻔﻘﻬﻮﻥ ﻗﻮﻻ . ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻳﺎ ﺫﺍ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ﺇﻥ ﻳﺄﺟﻮﺝ ﻭﻣﺄﺟﻮﺝ ﻣﻔﺴﺪﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﻬﻞ ﻧﺠﻌﻞ ﻟﻚ ﺧﺮﺟﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺗﺠﻌﻞ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻭﺑﻴﻨﻬﻢ ﺳﺪﺍ . ﻗﺎﻝ ﻣﺎ ﻣﻜﻨﻲ ﻓﻴﻪ ﺭﺑﻲ ﺧﻴﺮ ﻓﺄﻋﻴﻨﻮﻧﻲ ﺑﻘﻮﺓ ﺃﺟﻌﻞ ﺑﻴﻨﻜﻢ ﻭﺑﻴﻨﻬﻢ ﺭﺩﻣﺎ . ﺁﺗﻮﻧﻲ ﺯﺑﺮ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪ ﺣﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﺳﺎﻭﻯ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺼﺪﻓﻴﻦ ﻗﺎﻝ ﺍﻧﻔﺨﻮﺍ ﺣﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﺟﻌﻠﻪ ﻧﺎﺭﺍ ﻗﺎﻝ ﺁﺗﻮﻧﻲ ﺃﻓﺮﻍ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﻄﺮﺍ . ﻓﻤﺎ ﺍﺳﻄﺎﻋﻮﺍ ﺃﻥ ﻳﻈﻬﺮﻭﻩ ﻭﻣﺎ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﻮﺍ ﻟﻪ ﻧﻘﺒﺎ . ﻗﺎﻝ ﻫﺬﺍ ﺭﺣﻤﺔ ﻣﻦ ﺭﺑﻲ ﻓﺈﺫﺍ ﺟﺎﺀ ﻭﻋﺪ ﺭﺑﻲ ﺟﻌﻠﻪ ﺩﻛﺎﺀ ﻭﻛﺎﻥ ﻭﻋﺪ ﺭﺑﻲ ﺣﻘﺎ . ﻭﺗﺮﻛﻨﺎ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﻤﻮﺝ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﻭﻧﻔﺦ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﻓﺠﻤﻌﻨﺎﻫﻢ ﺟﻤﻌﺎ ) ﺍﻟﻜﻬﻒ : -92 99
ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺧﺮﻭﺟﻬﻢ ، ﻭﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﻋﻼﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﺮﺏ ﺍﻟﻨﻔﺦ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﻭﺧﺮﺍﺏ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻭﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ
ﻭﻋﻦ ﺃﻡ ﺣﺒﻴﺒﺔ ﺑﻨﺖ ﺃﺑﻲ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﻋﻦ ﺯﻳﻨﺐ ﺑﻨﺖ ﺟﺤﺶ ﺍﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺩﺧﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻳﻮﻣﺎ ﻓﺰﻋﺎ ﻳﻘﻮﻝ ( ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻭﻳﻞ ﻟﻠﻌﺮﺏ ﻣﻦ ﺷﺮ ﻗﺪ ﺍﻗﺘﺮﺏ، ﻓﺘﺢ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﻦ ﺭﺩﻡ ﻳﺄﺟﻮﺝ ﻭﻣﺄﺟﻮﺝ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ( ﻭﺣﻠﻖ ﺑﺄﺻﺒﻌﻪ ﺍﻹﺑﻬﺎﻡ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﻠﻴﻬﺎ ) ﻗﺎﻟﺖ ﺯﻳﻨﺐ ﺑﻨﺖ ﺟﺤﺶ : ﻓﻘﻠﺖ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ! ﺃﻧﻬﻠﻚ ﻭﻓﻴﻨﺎ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻮﻥ ؟ ﻗﺎﻝ : ( ﻧﻌﻢ ، ﺇﺫﺍ ﻛﺜﺮ ﺍﻟﺨﺒﺚ )
ﻭﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﻨﻮﺍﺱ ﺑﻦ ﺳﻤﻌﺎﻥ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻭﻓﻴﻪ ( ﺇﺫﺍ ﺃﻭﺣﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﻴﺴﻰ ﺃﻧﻲ ﻗﺪ ﺃﺧﺮﺟﺖ ﻋﺒﺎﺩﺍ ﻟﻲ ﻻ ﻳﺪﺍﻥ ﻷﺣﺪ ﺑﻘﺘﺎﻟﻬﻢ ، ﻓﺤﺮﺯ ﻋﺒﺎﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻄﻮﺭ ، ﻭﻳﺒﻌﺚ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺄﺟﻮﺝ ﻭﻣﺄﺟﻮﺝ ، ﻭﻫﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺣﺪﺏ ﻳﻨﺴﻠﻮﻥ ، ﻓﻴﻤﺮ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﻋﻠﻰ ﺑﺤﻴﺮﺓ ﻃﺒﺮﻳﺔ ، ﻓﻴﺸﺮﺑﻮﻥ ﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ ، ﻭﻳﻤﺮ ﺁﺧﺮﻫﻢ ﻓﻴﻘﻮﻟﻮﻥ : ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺑﻬﺬﻩ ﻣﺮﺓ ﻣﺎﺀ ، ﻭﻳﺤﺼﺮ ﻧﺒﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻴﺴﻰ ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﺣﺘﻰ ﻳﻜﻮﻥ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﺜﻮﺭ ﻷﺣﺪﻫﻢ ﺧﻴﺮﺍ ﻣﻦ ﻣﺌﺔ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﻷﺣﺪﻛﻢ ﺍﻟﻴﻮﻡ ، ﻓﻴﺮﻏﺐ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻴﺴﻰ ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ، ﻓﻴﺮﺳﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﻨﻐﻒ ( ﺩﻭﺩ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺃﻧﻮﻑ ﺍﻹﺑﻞ ﻭﺍﻟﻐﻨﻢ ) ﻓﻲ ﺭﻗﺎﺑﻬﻢ ﻓﻴﺼﺒﺤﻮﻥ ﻓﺮﺳﻰ ( ﺃﻱ ﻗﺘﻠﻰ ) ﻛﻤﻮﺕ ﻧﻔﺲ ﻭﺍﺣﺪﺓ ، ﺛﻢ ﻳﻬﺒﻂ ﻧﺒﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻴﺴﻰ ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﻼ ﻳﺠﺪﻭﻥ ﻣﻮﺿﻊ ﺷﺒﺮ ﺇﻻ ﻣﻸﻩ ﺯﻫﻤﻬﻢ ﻭﻧﺘﻨﻬﻢ ﻓﻴﺮﻏﺐ ﻧﺒﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻴﺴﻰ ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻓﻴﺮﺳﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻃﻴﺮﺍ ﻛﺄﻋﻨﺎﻕ ﺍﻟﺒﺨﺖ ، ﻓﺘﺤﻤﻠﻬﻢ ﻓﺘﻄﺮﺣﻬﻢ ﺣﻴﺚ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ) ﺭﻭﺍﻩ ﻣﺴﻠﻢ ﻭﺯﺍﺩ ﻓﻲ ﺭﻭﺍﻳﺔ – ﺑﻌﺪ ﻗﻮﻟﻪ ( ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺑﻬﺬﻩ ﻣﺮﺓ ﻣﺎﺀ ) – ( ﺛﻢ ﻳﺴﻴﺮﻭﻥ ﺣﺘﻰ ﻳﻨﺘﻬﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺟﺒﻞ ﺍﻟﺨﻤﺮ ، ﻭﻫﻮ ﺟﺒﻞ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻤﻘﺪﺱ ﻓﻴﻘﻮﻟﻮﻥ : ﻟﻘﺪ ﻗﺘﻠﻨﺎ ﻣﻦ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ، ﻫﻠﻢ ﻓﻠﻨﻘﺘﻞ ﻣﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ، ﻓﻴﺮﻣﻮﻥ ﺑﻨﺸﺎﺑﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻓﻴﺮﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻧﺸﺎﺑﻬﻢ ﻣﺨﻀﻮﺑﺔ ﺩﻣﺎ )
ﻭﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﺣﺬﻳﻔﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ﺫﻛﺮ ﺃﺷﺮﺍﻁ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﻓﺬﻛﺮ ﻣﻨﻬﺎ ( ﻳﺄﺟﻮﺝ ﻭﻣﺄﺟﻮﺝ ) ﺭﻭﺍﻩ ﻣﺴﻠﻢ
ﺳﺪ ﻳﺄﺟﻮﺝ ﻭﻣﺄﺟﻮﺝ
ﺑﻨﻰ ﺫﻭ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ﺳﺪ ﻳﺄﺟﻮﺝ ﻭﻣﺄﺟﻮﺝ ، ﻟﻴﺤﺠﺰ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻭﺑﻴﻦ ﺟﻴﺮﺍﻧﻬﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺳﺘﻐﺎﺛﻮﺍ ﺑﻪ ﻣﻨﻬﻢ . ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ ( ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻳﺎ ﺫﺍ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ﺇﻥ ﻳﺄﺟﻮﺝ ﻭﻣﺄﺟﻮﺝ ﻣﻔﺴﺪﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﻬﻞ ﻧﺠﻌﻞ ﺧﺮﺟﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺗﺠﻌﻞ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻭﺑﻴﻨﻬﻢ ﺳﺪﺍ . ﻗﺎﻝ ﻣﺎ ﻣﻜﻨﻲ ﻓﻴﻪ ﺭﺑﻲ ﺧﻴﺮ ﻓﺄﻋﻴﻨﻮﻧﻲ ﺑﻘﻮﺓ ﺃﺟﻌﻞ ﺑﻴﻨﻜﻢ ﻭﺑﻴﻨﻬﻢ ﺭﺩﻣﺎ ) ﺍﻟﻜﻬﻒ
ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﺑﻪ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺴﺪ ، ﺃﻣﺎ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﻓﻔﻲ ﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺸﺮﻕ ﻟﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ( ﺣﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﺑﻠﻎ ﻣﻄﻠﻊ ﺍﻟﺸﻤﺲ ) ﻭﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﻣﻜﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺪ ﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻳﺪ
ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﺪ ﺑﻨﻲ ﺑﻴﻦ ﺟﺒﻠﻴﻦ ، ﻟﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ( ﺣﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﺑﻠﻎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺴﺪﻳﻦ ) ﻭﺍﻟﺴﺪﺍﻥ : ﻫﻤﺎ ﺟﺒﻼﻥ ﻣﺘﻘﺎﺑﻼﻥ . ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ( ﺣﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﺳﺎﻭﻯ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺼﺪﻓﻴﻦ ) ، ﺃﻱ : ﺣﺎﺫﻯ ﺑﻪ ﺭﺅﻭﺱ ﺍﻟﺠﺒﻠﻴﻦ ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺰﺑﺮ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪ، ﺛﻢ ﺃﻓﺮﻍ ﻋﻠﻴﻪ ﻧﺤﺎﺱ ﻣﺬﺍﺑﺎ ، ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻟﺴﺪ ﻣﺤﻜﻤﺎ
ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺪ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﺄﺗﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﻤﺤﺪﺩ ﻟﺪﻙ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺪ ، ﻭﺧﺮﻭﺝ ﻳﺄﺟﻮﺝ ﻭﻣﺄﺟﻮﺝ، ﻭﺫﻟﻚ ﻋﻨﺪ ﺩﻧﻮ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ، ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ ( ﻗﺎﻝ ﻫﺬﺍ ﺭﺣﻤﺔ ﻣﻦ ﺭﺑﻲ ﻓﺈﺫﺍ ﺟﺎﺀ ﻭﻋﺪ ﺭﺑﻲ ﺟﻌﻠﻪ ﺩﻛﺎﺀ ﻭﻛﺎﻥ ﻭﻋﺪ ﺭﺑﻲ ﺣﻘﺎ . ﻭﺗﺮﻛﻨﺎ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﻮﻣﺌﺬ ﻳﻤﻮﺝ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﻭﻧﻔﺦ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﻓﺠﻤﻌﻨﺎﻫﻢ ﺟﻤﻌﺎ ) ﺍﻟﻜﻬﻒ
ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺪ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﻟﻢ ﻳﻨﺪﻙ ﻣﺎ ﺭﻭﻱ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ ( ﻳﺤﻔﺮﻭﻧﻪ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﺣﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﺩﻭﺍ ﻳﺨﺮﻗﻮﻧﻪ، ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻠﻴﻬﻢ : ﺍﺭﺟﻌﻮﺍ ﻓﺴﺘﺨﺮﻗﻮﻧﻪ ﻏﺪﺍ . ﻗﺎﻝ : ﻓﻴﻌﻴﺪﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻛﺄﺷﺪ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ، ﺣﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﺑﻠﻐﻮﺍ ﻣﺪﺗﻬﻢ، ﻭﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﺒﻌﺜﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ، ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻠﻴﻬﻢ : ﺍﺭﺟﻌﻮﺍ ﻓﺴﺘﺨﺮﻗﻮﻧﻪ ﻏﺪﺍ ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻭﺍﺳﺘﺜﻨﻰ . ﻗﺎﻝ : ﻓﻴﺮﺟﻌﻮﻥ ﻭﻫﻮ ﻛﻬﻴﺌﺘﻪ ﺣﻴﻦ ﺗﺮﻛﻮﻩ ، ﻓﻴﺨﺮﻗﻮﻧﻪ ﻭﻳﺨﺮﺟﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ، ﻓﻴﺴﺘﻘﻮﻥ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ، ﻭﻳﻔﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻨﻬﻢ ) ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﻭﺍﻟﺤﺎﻛﻢ
ﻗﺼﺔ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻓﺮﻋﻮﻥ ﺁﺳﻴﺔ ﺑﻨﺖ ﻣﺰﺍﺣﻢ
ﻗﺼﺔ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻭ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮ
قصة لقمان الحكيم - LuQman Al-Hakim
قصة ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﻭﻭﺍ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻐﺎﺭ
عالم GSM و الهواتف الذكية
ﻗﺼﺔ ﺣﺰﻗﻴﻞ
قصة ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻷﺧﺪﻭﺩ
قصة ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﻦ ﻫﺎﺭﻭﺕ ﻭﻣﺎﺭﻭﺕ
قصة ﺍﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺠﻨﺔ
قصة ﻗﻮﻡ ﺗﺒّﻊ
قصة ﺍﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺴﺒﺖ
قصة ناقضة الغزل
قصة ﺣﻤﺎﺭ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ