قصة ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺮﺱ
قصة ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺮﺱ |
قصة ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺮﺱ |
قصة ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺮﺱ |
ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻗﺼﺘﻬﻢ : ﺃﻧﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻌﺒﺪﻭﻥ ﺷﺠﺮﺓ ﺻﻨﻮﺑﺮ , ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ ( ﺷﺎﻫﺪﺭﺧﺖ ) ﻛﺎﻥ ﻳﺎﻓﺚ ﺑﻦ ﻧﻮﺡ ﻏﺮﺳﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺷﻔﻴﺮ ﻋﻴﻦ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ ( ﺭﻭﺷﻨﺎ ﺁﺏ ) .
قصة ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺮﺱ |
ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺳﻤﻮﺍ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺮﺱ ﻷﻧﻬﻢ ﺭﺳﻮﺍ ﻧﺒﻴﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ , ﻭﺫﻟﻚ ﺑﻌﺪ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻟﻬﻢ ﺍﺛﻨﺘﺎ ﻋﺸﺮﺓ ﻗﺮﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﺎﻃﻲﺀ ﻧﻬﺮ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺮﺱ ﻣﻦ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﻤﺸﺮﻕ , ﻭﺑﻬﻢ ﺳﻤﻲ ﺍﻟﻨﻬﺮ , ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻮﻣﺌﺬ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻧﻬﺮ ﺃﻏﺰﺭ ﻣﻨﻪ ﻭﻻ ﺃﻋﺬﺏ ﻣﻨﻪ ﻭﻻ ﻗﺮﻯ ﺃﻛﺜﺮ ﻭﻻ ﺃﻋﻤﺮ ﻣﻨﻬﺎ . ﻭﺫﻛﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺃﺳﻤﺎﺀﻫﺎ , ﻭﻛﺎﻥ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﺪﺍﻳﻨﻬﻢ ﺍﺳﻔﻨﺪﺍﺭ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻨﺰﻟﻬﺎ ﻣﻠﻜﻬﻢ , ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺴﻤﻰ ﺗﺮﻛﻮﺫ ﺑﻦ ﻏﺎﺑﻮﺭ ﺑﻦ ﻳﺎﺭﺵ ﺑﻦ ﺳﺎﺫﻥ ﺑﻦ ﻧﻤﺮﻭﺩ ﺑﻦ ﻛﻨﻌﺎﻥ ﻓﺮﻋﻮﻥ ﺇ ﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ , ﻭﺑﻬﺎ ﺍﻟﻌﻴﻦ ﺍﻟﺼﻨﻮﺑﺮﺓ ﻭﻗﺪ ﻏﺮﺳﻮﺍ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻗﺮﻳﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﺣﺒﺔ ﻣﻦ ﻃﻠﻊ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺼﻨﻮﺑﺮﺓ ﻭﺃﺟﺮﻭﺍ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻧﻬﺮﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻴﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺼﻨﻮﺑﺮﺓ , ﻓﻨﺒﺘﺖ ﺍﻟﺤﺒﺔ ﻭﺻﺎﺭﺕ ﺷﺠﺮﺓ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻭﺣﺮﻣﻮﺍ ﻣﺎﺀ ﺍﻟﻌﻴﻦ ﻭﺍﻷﻧﻬﺎﺭ , ﻓﻼ ﻳﺸﺮﺑﻮﻥ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﻻ ﺃﻧﻌﺎﻣﻬﻢ , ﻭﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﻗﺘﻠﻮﻩ , ﻭﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻫﻮ ﺣﻴﺎﺓ ﺁﻟﻬﺘﻨﺎ ﻓﻼ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻷﺣﺪ ﺃﻥ ﻳﻨﻘﺺ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﻭﻳﺸﺮﺑﻮﻥ ﻫﻢ ﻭﺃﻧﻌﺎﻣﻬﻢ ﻣﻦ ﻧﻬﺮ ﺍﻟﺮﺱ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﺮﺍﻫﻢ , ﻭﻗﺪ ﺟﻌﻠﻮﺍ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺷﻬﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻗﺮﻳﺔ ﻋﻴﺪﺍً ﻳﺠﺘﻤﻊ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﻓﻴﻀﺮﺑﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﻬﺎ ﻛﻠﺔ ﻣﻦ ﺣﺮﻳﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﺛﻢ ﻳﺄﺗﻮﻥ ﺑﺸﺎﺓ ﻭﺑﻘﺮ ﻓﻴﺬﺑﺤﻮﻧﻬﺎ ﻗﺮﺑﺎﻧﺎً ﻟﻠﺸﺠﺮﺓ , ﻭﻳﺸﻌﻠﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻨﻴﺮﺍﻥ ﺑﺎﻟﺤﻄﺐ , ﻓﺈﺫﺍ ﺳﻄﻊ ﺩﺧﺎﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺬﺑﺎﺋﺢ ﻭﻗﺘﺎﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻮﺍﺀ ﻭﺣﺎﻝ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺧﺮﻭ ﺳﺠﺪﺍً ﻳﺒﻜﻮﻥ ﻭﻳﺘﻀﺮﻋﻮﻥ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺮﺿﻰ ﻋﻨﻬﻢ .
ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻳﺠﻲﺀ ﻓﻴﺤﺮﻙ ﺃﻏﺼﺎﻧﻬﺎ ﻭﻳﺼﻴﺢ ﻣﻦ ﺳﺎﻗﻬﺎ ﺻﻴﺎﺡ ﺍﻟﺼﺒﻲ ﺃﻥ ﻗﺪ ﺭﺿﻴﺖ ﻋﻨﻜﻢ ﻋﺒﺎﺩﻱ ﻓﻄﻴﺒﻮﺍ ﻧﻔﺴﺎً ﻭﻗﺮﻭﺍ ﻋﻴﻨﺎً . ﻓﻴﺮﻓﻌﻮﻥ ﺭﺅﻭﺳﻬﻢ ﻋﻨﺪ ﺫﻟﻚ ﻭﻳﺸﺮﺑﻮﻥ ﺍﻟﺨﻤﺮ ﻭﻳﻀﺮﺑﻮﻥ ﺑﺎﻟﻤﻌﺎﺯﻑ ﻭﻳﺄﺧﺬﻭﻥ ﺍﻟﺪﺳﺘﺒﻨﺪ – ﻳﻌﻨﻲ ﺍﻟﺼﻨﺞ – ﻓﻴﻜﻮﻧﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻳﻮﻣﻬﻢ ﻭﻟﻴﻠﺘﻬﻢ ﺛﻢ ﻳﻨﺼﺮﻓﻮﻥ . ﻭﺳﻤﻴﺖ ﺍﻟﻌﺠﻢ ﺷﻬﻮﺭﻫﺎ ﺇﺷﺘﻘﺎﻗﺎً ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﺮﻯ .
ﺣﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻋﻴﺪ ﻗﺮﻳﺘﻬﻢ ﺍﻟﻌﻈﻤﻰ ﺇﺟﺘﻤﻊ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺻﻐﻴﺮﻫﻢ ﻭﻛﺒﻴﺮﻫﻢ ﻓﻀﺮﺑﻮﺍﻋﻨﺪ ﺍﻟﺼﻨﻮﺑﺮﺓ ﻭﺍﻟﻌﻴﻦ ﺳﺮﺍﺩﻗﺎً ﻣﻦ ﺩﻳﺒﺎﺝ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﻭﺟﻌﻠﻮﺍ ﻟﻪ ﺍﺛﻨﺎ ﻋﺸﺮ ﺑﺎﺑﺎً ﻛﻞ ﺑﺎﺏ ﻷﻫﻞ ﻗﺮﻳﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﻭﻳﺴﺠﺪﻭﻥ ﻟﻠﺼﻨﻮﺑﺮﺓ ﺧﺎﺭﺟﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺮﺍﺩﻕ ﻭﻳﻘﺮﺑﻮﻥ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﺬﺑﺎﺋﺢ ﺃﺿﻌﺎﻑ ﻣﺎ ﻗﺮﺑﻮﺍ ﻟﻠﺸﺠﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﻲ ﻗﺮﺍﻫﻢ .
ﻓﻴﺠﻲﺀ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻨﺪ ﺫﻟﻚ ﻓﻴﺤﺮﻙ ﺍﻟﺼﻨﻮﺑﺮﺓ ﺗﺤﺮﻳﻜﺎً ﺷﺪﻳﺪﺍً ﻭﻳﺘﻜﻠﻢ ﻣﻦ ﺟﻮﻓﻬﺎ ﻛﻼﻣﺎً ﺟﻬﻮﺭﻳﺎً ﻭﻳﻌﺪﻫﻢ ﻭﻳﻤﻨﻴﻬﻢ ﺑﺄﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﻭﻋﺪﺗﻬﻢ ﻭﻣﻨﺘﻬﻢ ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﻴﻦ ﻛﻠﻬﺎ ﻓﻴﺤﺮﻛﻮﻥ ﺭﺅﻭﺳﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺠﻮﺩ ﻭﺑﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﻭﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻌﻴﻘﻮﻥ ﻭﻻ ﻳﺘﻜﻠﻤﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﺏ ﻭﺍﻟﻌﺰﻑ ﻓﻴﻜﻮﻧﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﺛﻨﺎ ﻋﺸﺮ ﻳﻮﻣﺎً ﻟﻴﺎﻟﻴﻬﺎ ﺑﻌﺪﺩ ﺃﻋﻴﺎﺩﻫﻢ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺛﻢ ﻳﻨﺼﺮﻓﻮﻥ . ﻓﻠﻤﺎ ﻃﺎﻝ ﻛﻔﺮﻫﻢ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻭﻋﺒﺎﺩﺗﻬﻢ ﻏﻴﺮﻩ , ﺑﻌﺚ ﺍﻟﻠﻪ ﻧﺒﻴﺎً ﻣﻦ ﺑﻨﻲ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻣﻦ ﻭﻟﺪ ﻳﻬﻮﺩﺍ ﺑﻦ ﻳﻌﻘﻮﺏ , ﻓﻠﺒﺚ ﻓﻴﻬﻢ ﺯﻣﺎﻧﺎً ﻃﻮﻳﻼ ﻳﺪﻋﻮﻫﻢ ﺇﻟﻰ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ ﺭﺑﻮﺑﻴﺘﻪ , ﻓﻼ ﻳﺘﺒﻌﻮﻧﻪ .
ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺃﻯ ﺷﺪﺓ ﺗﻤﺎﺩﻳﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﻲ ﻭﺣﻀﺮ ﻋﻴﺪ ﻗﺮﻳﺘﻬﻢ ﺍﻟﻌﻈﻤﻰ , ﻗﺎﻝ : ﻳﺎ ﺭﺏ ﺍﻥ ﻋﺒﺎﺩﻙ ﺃﺑﻮﺍ ﺇﻻ ﺗﻜﺬﻳﺒﻲ ﻭﻏﺪﻭﺍ ﻳﻌﺒﺪﻭﻥ ﺷﺠﺮﺓ ﻻ ﺗﻀﺮ ﻭﻻ ﺗﻨﻔﻊ , ﻓﺄﻳﺒﺲ ﺷﺠﺮﻫﻢ ﺍﺟﻤﻊ ﻭﺃﺭﻫﻢ ﻗﺪﺭﺗﻚ ﻭﺳﻠﻄﺎﻧﻚ . ﻓﺄﺻﺒﺢ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻭﻗﺪ ﺃﻳﺒﺲ ﺷﺠﺮﻫﻢ ﻛﻠﻬﺎ , ﻓﻬﺎﻟﻬﻢ ﺫﻟﻚ , ﻓﺼﺎﺭﻭﺍ ﻓﺮﻗﺘﻴﻦ , ﻓﺮﻗﺔ ﻗﺎﻟﺖ : ﺳﺤﺮ ﺁﻟﻬﺘﻜﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺯﻋﻢ ﺃﻧﻪ ﺭﺳﻮﻝ ﺭﺏ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﺍﻷﺭﺽ ﺇﻟﻴﻜﻢ ﻟﻴﺼﺮﻑ ﻭﺟﻮﻫﻜﻢ ﻋﻦ ﺁﻟﻬﺘﻜﻢ ﺇﻟﻰ ﺇﻟﻬﻪ . ﻭﻓﺮﻗﺔ ﻗﺎﻟﺖ : ﻻ , ﺑﻞ ﻏﻀﺒﺖ ﺁﻟﻬﺘﻜﻢ ﺣﻴﻦ ﺭﺃﺕ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻳﻌﻴﺒﻬﺎ ﻭﻳﺪﻋﻮﻛﻢ ﺇﻟﻰ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻓﺤﺠﺐ ﺣﺴﻨﻬﺎ ﻭﺑﻬﺎﺅﻫﺎ ﻟﻜﻲ ﺗﻐﻀﺒﻮﺍ ﻟﻬﺎ . ﻓﺘﻨﺼﺮﻭﺍ ﻣﻨﻪ ﻭﺃﺟﻤﻊ ﺭﺃﻳﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻗﺘﻠﻪ , ﻓﺎﺗﺨﺬﻭﺍ ﺃﻧﺎﺑﻴﺐ ﻃﻮﺍﻻ ﻭﻧﺰﺣﻮﺍ ﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﺀ , ﺛﻢ ﺣﻔﺮﻭﺍ ﻓﻲ ﻗﺮﺍﺭﻫﺎ ﺑﺌﺮﺍً ﺿﻴﻘﺔ ﺍﻟﻤﺪﺧﻞ ﻋﻤﻴﻘﺔ ﻭﺃﺭﺳﻠﻮﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﻧﺒﻴﻬﻢ , ﻭﺃﻟﻘﻤﻮﺍ ﻓﺎﻫﺎ ﺻﺨﺮﺓ ﻋﻈﻴﻤﺔ , ﺛﻢ ﺃﺧﺮﺟﻮﺍ ﺍﻷﻧﺎﺑﻴﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ : ﻧﺮﺟﻮﺍ ﺍﻵﻥ ﺃﻥ ﺗﺮﺿﻰ ﻋﻨﺎ ﺁﻟﻬﺘﻨﺎ ﺇﺫﺍ ﺭﺃﺕ ﺇﻧﺎ ﻗﺪ ﻗﺘﻠﻨﺎ ﻣﻦ ﻳﻘﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻳﺼﺪ ﻋﻦ ﻋﺒﺎﺩﺗﻬﺎ ﻭﺩﻓﻨﺎﻩ ﺗﺤﺖ ﻛﺒﻴﺮﻫﺎ ﻳﺘﺸﻔﻰ ﻣﻨﻪ ﻓﻴﻌﻮﺩ ﻟﻨﺎ ﻧﻮﺭﻫﺎ ﻭﻧﻀﺮﺗﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ .
ﻓﺒﻘﻮﺍ ﻋﺎﻣﺔ ﻳﻮﻣﻬﻢ ﻳﺴﻤﻌﻮﻥ ﺃﻧﻴﻦ ﻧﺒﻴﻬﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ : ﺳﻴﺪﻱ ﻗﺪ ﺗﺮﻯ ﺿﻴﻖ ﻣﻜﺎﻧﻲ ﻭﺷﺪﺓ ﻛﺮﺑﻲ , ﻓﺎﺭﺣﻢ ﺿﻌﻒ ﺭﻛﻨﻲ , ﻭﻗﻠﺔ ﺣﻴﻠﺘﻲ , ﻭﻋﺠﻞ ﺑﻘﺒﺾ ﺭﻭﺣﻲ ﻭﻻ ﺗﺆﺧﺮ ﺇﺟﺎﺑﺔ ﺩﻋﻮﺗﻲ , ﺣﺘﻰ ﻣﺎﺕ . ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺟﻞ ﺟﻼﻟﻪ ﻟﺠﺒﺮﺋﻴﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ : ﺃﻳﻈﻦ ﻋﺒﺎﺩﻱ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻏﺮﻫﻢ ﺣﻠﻤﻲ ﻭﺃﻣﻨﻮﺍ ﻣﻜﺮﻱ ﻭﻋﺒﺪﻭﺍ ﻏﻴﺮﻱ ﻭﻗﺘﻠﻮﺍ ﺭﺳﻮﻟﻲ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻣﻮﺍ ﻟﻐﻀﺒﻲ ﺃﻭ ﻳﺨﺮﺟﻮﺍ ﻣﻦ ﺳﻠﻄﺎﻧﻲ ﻛﻴﻒ ﻭﺃﻧﺎ ﺍﻟﻤﻨﺘﻘﻢ ﻣﻤﻦ ﻋﺼﺎﻧﻲ ﻭﻟﻢ ﻳﺨﺶ ﻋﻘﺎﺑﻲ , ﻭﺇﻧﻲ ﺣﻠﻔﺖ ﺑﻌﺰﺗﻲ ﻷﺟﻌﻠﻨﻬﻢ ﻧﻜﺎﻻً ﻭﻋﺒﺮﺓ ﻟﻠﻌﺎﻟﻤﻴﻦ .
ﻓﻠﻢ ﻳﺮﻋﻬﻢ ﻭﻫﻢ ﻓﻲ ﻋﻴﺪﻫﻢ ﺫﻟﻚ ﺇﻻ ﺑﺮﻳﺢ ﻋﺎﺻﻒ ﺷﺪﻳﺪ ﺍﻟﺤﻤﺮﺓ , ﻓﺘﺤﻴﺮﻭﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺫﻋﺮﻭﺍ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﺗﻀﺎﻡ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺑﻌﺾ , ﺛﻢ ﺻﺎﺭﺕ ﺍﻷﺭﺽ ﻣﻦ ﺗﺤﺘﻬﻢ ﺣﺠﺮ ﻛﺒﺮﻳﺖ ﻳﺘﻮﻗﺪ ﻭﺃﻇﻠﺘﻬﻢ ﺳﺤﺎﺑﺔ ﺳﻮﺩﺍﺀ , ﻓﺄﻟﻘﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻛﺎﻟﻘﺒﺔ ﺟﻤﺮﺍً ﻳﻠﺘﻬﺐ , ﻓﺬﺍﺑﺖ ﺃﺑﺪﺍﻧﻬﻢ ﻛﻤﺎ ﻳﺬﻭﺏ ﺍﻟﺮﺻﺎﺹ ﺑﺎﻟﻨﺎﺭ . ﻓﻨﻌﻮﺫ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﻦ ﻏﻀﺒﻪ ﻭﻧﺰﻭﻝ ﻧﻘﻤﺘﻪ ﻭﻻ ﺣﻮﻝ ﻭﻻ ﻗﻮﺓ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺍﻟﻌﻠﻲ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ .
ﻭﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ ( ﺍﻟﻌﺮﺍﺋﺲ ) : ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺮﺱ ﻛﺎﻥ ﻟﻬﻢ ﻧﺒﻲ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺣﻨﻈﻠﺔ ﺑﻦ ﺻﻔﻮﺍﻥ ﻭﻛﺎﻥ ﺑﺄﺭﺿﻬﻢ ﺟﺒﻞ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﻓﺘﺢ ﻣﺼﻌﺪﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺳﻴﻼ , ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻌﻨﻘﺎ ﺗﺘﺸﺎﺑﻪ ﻭﻫﻲ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻴﺮ ﻭﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻟﻮﻥ . ﻭﺳﻤﻮﻫﺎ ﺍﻟﻌﻨﻘﺎ ﻟﻄﻮﻝ ﻋﻨﻘﻬﺎ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺠﺒﻞ ﺗﻨﻘﺾ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﻴﺮ ﺗﺄﻛﻞ , ﻓﺠﺎﺀﺕ ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ , ﻓﺄﻋﻮﺯﻫﺎ ﺍﻟﻄﻴﺮ , ﻓﺎﻧﻘﻀﺖ ﻋﻠﻰ ﺻﺒﻲ ﻓﺬﻫﺒﺖ ﺑﻪ , ﺛﻢ ﺇﻧﻬﺎ ﺍﻧﻘﻀﺖ ﻋﻠﻰ ﺟﺎﺭﻳﺔ ﻓﺄﺧﺬﺗﻬﺎ ﻓﻀﻤﺘﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺟﻨﺎﺣﻴﻦ ﻟﻬﺎ ﺻﻐﻴﺮﻳﻦ ﺳﻮﻯ ﺍﻟﺠﻨﺎﺣﻴﻦ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﻳﻦ . ﻓﺸﻜﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﻧﺒﻴﻬﻢ , ﻓﻘﺎﻝ : ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺧﺬﻫﺎ ﻭﺍﻗﻄﻊ ﻧﺴﻠﻬﺎ ﻓﺄﺻﺎﺑﺘﻬﺎ ﺻﺎﻋﻘﺔ ﻓﺎﺣﺘﺮﻗﺖ ﻓﻠﻢ ﻳﺮ ﻟﻬﺎ ﺃﺛﺮ , ﻓﻀﺮﺑﺘﻬﺎ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻣﺜﻼ ﻓﻲ ﺃﺷﻌﺎﺭﻫﺎ ﻭﺣﻜﻤﻬﺎ ﻭﺃﻣﺜﺎﻟﻬﺎ .
ﺛﻢ ﺃﻥ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺮﺱ ﻗﺘﻠﻮﺍ ﻧﺒﻴﻬﻢ , ﻓﺄﻫﻠﻜﻬﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ , ﻭﺑﻘﻲ ﻧﻬﺮﻫﻢ ﻭﻣﻨﺎﺯﻟﻬﻢ ﻣﺎﺋﺘﻲ ﻋﺎﻡ ﻻ ﻳﺴﻜﻨﻬﺎ ﺃﺣﺪ . ﺛﻢ ﺃﺗﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻘﺮﻥ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻓﻨﺰﻟﻮﻫﺎ , ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﺻﺎﻟﺤﻴﻦ ﺳﻨﻴﻦ , ﺛﻢ ﺃﺣﺪﺛﻮﺍ ﻓﺎﺣﺸﺔ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻳﺪﻋﻮﺍ ﺍﺑﻨﺘﻪ ﻭﺃﺧﺘﻪ ﻭﺯﻭﺟﺘﻪ ﻓﻴﻌﻄﻴﻬﺎ ﺟﺎﺭﻩ ﻭﺃﺧﺎﻩ ﻭﺻﺪﻳﻘﻪ ﻳﻠﺘﻤﺲ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﺒﺮ ﻭﺍﻟﺼﻠﺔ . ﺛﻢ ﺍﺭﺗﻔﻌﻮﺍ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﻧﻮﻉ ﺃﺧﺰﻯ , ﺗﺮﻙ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻟﻠﻨﺴﺎﺀ ﺣﺘﻰ ﺷﺒﻘﻦ ﻭﺍﺳﺘﻐﻨﻮﺍ ﺑﺎﻟﺮﺟﺎﻝ , ﻓﺠﺎﺀﺕ ﺷﻴﻄﺎﻧﺘﻬﻦ ﻓﻲ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺪﻟﻬﺎﺕ ﻛﺎﻧﺘﺎ ﻓﻲ ﺑﻴﻀﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻓﺸﻬﺖ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺭﻛﻮﺏ ﺑﻌﻀﻬﻦ ﺑﻌﻀﺎً ﻭﻋﻠﻤﺘﻬﻦ ﻛﻴﻒ ﻳﻀﻌﻦ , ﻓﺄﺻﻞ ﺭﻛﻮﺏ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺑﻌﻀﻬﻦ ﺑﻌﻀﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻟﻬﺎﺕ .
ﻓﺴﻠﻂ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺻﺎﻋﻘﺔ ﻓﻲ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﺧﺴﻔﺎً ﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﺧﺴﻔﺎً ﻣﻊ ﺍﻟﺸﻤﺲ , ﻓﻠﻢ ﻳﺒﻖ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﺎﻗﻴﺔ ﻭﺑﺎﺩﺕ ﻣﺴﺎﻛﻨﻬﻢ , ﻭﺃﺣﺴﺒﻬﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻻ ﺗﺴﻜﻦ
ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻳﺠﻲﺀ ﻓﻴﺤﺮﻙ ﺃﻏﺼﺎﻧﻬﺎ ﻭﻳﺼﻴﺢ ﻣﻦ ﺳﺎﻗﻬﺎ ﺻﻴﺎﺡ ﺍﻟﺼﺒﻲ ﺃﻥ ﻗﺪ ﺭﺿﻴﺖ ﻋﻨﻜﻢ ﻋﺒﺎﺩﻱ ﻓﻄﻴﺒﻮﺍ ﻧﻔﺴﺎً ﻭﻗﺮﻭﺍ ﻋﻴﻨﺎً . ﻓﻴﺮﻓﻌﻮﻥ ﺭﺅﻭﺳﻬﻢ ﻋﻨﺪ ﺫﻟﻚ ﻭﻳﺸﺮﺑﻮﻥ ﺍﻟﺨﻤﺮ ﻭﻳﻀﺮﺑﻮﻥ ﺑﺎﻟﻤﻌﺎﺯﻑ ﻭﻳﺄﺧﺬﻭﻥ ﺍﻟﺪﺳﺘﺒﻨﺪ – ﻳﻌﻨﻲ ﺍﻟﺼﻨﺞ – ﻓﻴﻜﻮﻧﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻳﻮﻣﻬﻢ ﻭﻟﻴﻠﺘﻬﻢ ﺛﻢ ﻳﻨﺼﺮﻓﻮﻥ . ﻭﺳﻤﻴﺖ ﺍﻟﻌﺠﻢ ﺷﻬﻮﺭﻫﺎ ﺇﺷﺘﻘﺎﻗﺎً ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﺮﻯ .
ﺣﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻋﻴﺪ ﻗﺮﻳﺘﻬﻢ ﺍﻟﻌﻈﻤﻰ ﺇﺟﺘﻤﻊ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺻﻐﻴﺮﻫﻢ ﻭﻛﺒﻴﺮﻫﻢ ﻓﻀﺮﺑﻮﺍﻋﻨﺪ ﺍﻟﺼﻨﻮﺑﺮﺓ ﻭﺍﻟﻌﻴﻦ ﺳﺮﺍﺩﻗﺎً ﻣﻦ ﺩﻳﺒﺎﺝ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﻭﺟﻌﻠﻮﺍ ﻟﻪ ﺍﺛﻨﺎ ﻋﺸﺮ ﺑﺎﺑﺎً ﻛﻞ ﺑﺎﺏ ﻷﻫﻞ ﻗﺮﻳﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﻭﻳﺴﺠﺪﻭﻥ ﻟﻠﺼﻨﻮﺑﺮﺓ ﺧﺎﺭﺟﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺮﺍﺩﻕ ﻭﻳﻘﺮﺑﻮﻥ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﺬﺑﺎﺋﺢ ﺃﺿﻌﺎﻑ ﻣﺎ ﻗﺮﺑﻮﺍ ﻟﻠﺸﺠﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﻲ ﻗﺮﺍﻫﻢ .
ﻓﻴﺠﻲﺀ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻨﺪ ﺫﻟﻚ ﻓﻴﺤﺮﻙ ﺍﻟﺼﻨﻮﺑﺮﺓ ﺗﺤﺮﻳﻜﺎً ﺷﺪﻳﺪﺍً ﻭﻳﺘﻜﻠﻢ ﻣﻦ ﺟﻮﻓﻬﺎ ﻛﻼﻣﺎً ﺟﻬﻮﺭﻳﺎً ﻭﻳﻌﺪﻫﻢ ﻭﻳﻤﻨﻴﻬﻢ ﺑﺄﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﻭﻋﺪﺗﻬﻢ ﻭﻣﻨﺘﻬﻢ ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﻴﻦ ﻛﻠﻬﺎ ﻓﻴﺤﺮﻛﻮﻥ ﺭﺅﻭﺳﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺠﻮﺩ ﻭﺑﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﻭﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻌﻴﻘﻮﻥ ﻭﻻ ﻳﺘﻜﻠﻤﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﺏ ﻭﺍﻟﻌﺰﻑ ﻓﻴﻜﻮﻧﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﺛﻨﺎ ﻋﺸﺮ ﻳﻮﻣﺎً ﻟﻴﺎﻟﻴﻬﺎ ﺑﻌﺪﺩ ﺃﻋﻴﺎﺩﻫﻢ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺛﻢ ﻳﻨﺼﺮﻓﻮﻥ . ﻓﻠﻤﺎ ﻃﺎﻝ ﻛﻔﺮﻫﻢ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻭﻋﺒﺎﺩﺗﻬﻢ ﻏﻴﺮﻩ , ﺑﻌﺚ ﺍﻟﻠﻪ ﻧﺒﻴﺎً ﻣﻦ ﺑﻨﻲ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻣﻦ ﻭﻟﺪ ﻳﻬﻮﺩﺍ ﺑﻦ ﻳﻌﻘﻮﺏ , ﻓﻠﺒﺚ ﻓﻴﻬﻢ ﺯﻣﺎﻧﺎً ﻃﻮﻳﻼ ﻳﺪﻋﻮﻫﻢ ﺇﻟﻰ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ ﺭﺑﻮﺑﻴﺘﻪ , ﻓﻼ ﻳﺘﺒﻌﻮﻧﻪ .
ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺃﻯ ﺷﺪﺓ ﺗﻤﺎﺩﻳﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﻲ ﻭﺣﻀﺮ ﻋﻴﺪ ﻗﺮﻳﺘﻬﻢ ﺍﻟﻌﻈﻤﻰ , ﻗﺎﻝ : ﻳﺎ ﺭﺏ ﺍﻥ ﻋﺒﺎﺩﻙ ﺃﺑﻮﺍ ﺇﻻ ﺗﻜﺬﻳﺒﻲ ﻭﻏﺪﻭﺍ ﻳﻌﺒﺪﻭﻥ ﺷﺠﺮﺓ ﻻ ﺗﻀﺮ ﻭﻻ ﺗﻨﻔﻊ , ﻓﺄﻳﺒﺲ ﺷﺠﺮﻫﻢ ﺍﺟﻤﻊ ﻭﺃﺭﻫﻢ ﻗﺪﺭﺗﻚ ﻭﺳﻠﻄﺎﻧﻚ . ﻓﺄﺻﺒﺢ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻭﻗﺪ ﺃﻳﺒﺲ ﺷﺠﺮﻫﻢ ﻛﻠﻬﺎ , ﻓﻬﺎﻟﻬﻢ ﺫﻟﻚ , ﻓﺼﺎﺭﻭﺍ ﻓﺮﻗﺘﻴﻦ , ﻓﺮﻗﺔ ﻗﺎﻟﺖ : ﺳﺤﺮ ﺁﻟﻬﺘﻜﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺯﻋﻢ ﺃﻧﻪ ﺭﺳﻮﻝ ﺭﺏ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﺍﻷﺭﺽ ﺇﻟﻴﻜﻢ ﻟﻴﺼﺮﻑ ﻭﺟﻮﻫﻜﻢ ﻋﻦ ﺁﻟﻬﺘﻜﻢ ﺇﻟﻰ ﺇﻟﻬﻪ . ﻭﻓﺮﻗﺔ ﻗﺎﻟﺖ : ﻻ , ﺑﻞ ﻏﻀﺒﺖ ﺁﻟﻬﺘﻜﻢ ﺣﻴﻦ ﺭﺃﺕ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻳﻌﻴﺒﻬﺎ ﻭﻳﺪﻋﻮﻛﻢ ﺇﻟﻰ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻓﺤﺠﺐ ﺣﺴﻨﻬﺎ ﻭﺑﻬﺎﺅﻫﺎ ﻟﻜﻲ ﺗﻐﻀﺒﻮﺍ ﻟﻬﺎ . ﻓﺘﻨﺼﺮﻭﺍ ﻣﻨﻪ ﻭﺃﺟﻤﻊ ﺭﺃﻳﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻗﺘﻠﻪ , ﻓﺎﺗﺨﺬﻭﺍ ﺃﻧﺎﺑﻴﺐ ﻃﻮﺍﻻ ﻭﻧﺰﺣﻮﺍ ﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﺀ , ﺛﻢ ﺣﻔﺮﻭﺍ ﻓﻲ ﻗﺮﺍﺭﻫﺎ ﺑﺌﺮﺍً ﺿﻴﻘﺔ ﺍﻟﻤﺪﺧﻞ ﻋﻤﻴﻘﺔ ﻭﺃﺭﺳﻠﻮﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﻧﺒﻴﻬﻢ , ﻭﺃﻟﻘﻤﻮﺍ ﻓﺎﻫﺎ ﺻﺨﺮﺓ ﻋﻈﻴﻤﺔ , ﺛﻢ ﺃﺧﺮﺟﻮﺍ ﺍﻷﻧﺎﺑﻴﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ : ﻧﺮﺟﻮﺍ ﺍﻵﻥ ﺃﻥ ﺗﺮﺿﻰ ﻋﻨﺎ ﺁﻟﻬﺘﻨﺎ ﺇﺫﺍ ﺭﺃﺕ ﺇﻧﺎ ﻗﺪ ﻗﺘﻠﻨﺎ ﻣﻦ ﻳﻘﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻳﺼﺪ ﻋﻦ ﻋﺒﺎﺩﺗﻬﺎ ﻭﺩﻓﻨﺎﻩ ﺗﺤﺖ ﻛﺒﻴﺮﻫﺎ ﻳﺘﺸﻔﻰ ﻣﻨﻪ ﻓﻴﻌﻮﺩ ﻟﻨﺎ ﻧﻮﺭﻫﺎ ﻭﻧﻀﺮﺗﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ .
ﻓﺒﻘﻮﺍ ﻋﺎﻣﺔ ﻳﻮﻣﻬﻢ ﻳﺴﻤﻌﻮﻥ ﺃﻧﻴﻦ ﻧﺒﻴﻬﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ : ﺳﻴﺪﻱ ﻗﺪ ﺗﺮﻯ ﺿﻴﻖ ﻣﻜﺎﻧﻲ ﻭﺷﺪﺓ ﻛﺮﺑﻲ , ﻓﺎﺭﺣﻢ ﺿﻌﻒ ﺭﻛﻨﻲ , ﻭﻗﻠﺔ ﺣﻴﻠﺘﻲ , ﻭﻋﺠﻞ ﺑﻘﺒﺾ ﺭﻭﺣﻲ ﻭﻻ ﺗﺆﺧﺮ ﺇﺟﺎﺑﺔ ﺩﻋﻮﺗﻲ , ﺣﺘﻰ ﻣﺎﺕ . ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺟﻞ ﺟﻼﻟﻪ ﻟﺠﺒﺮﺋﻴﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ : ﺃﻳﻈﻦ ﻋﺒﺎﺩﻱ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻏﺮﻫﻢ ﺣﻠﻤﻲ ﻭﺃﻣﻨﻮﺍ ﻣﻜﺮﻱ ﻭﻋﺒﺪﻭﺍ ﻏﻴﺮﻱ ﻭﻗﺘﻠﻮﺍ ﺭﺳﻮﻟﻲ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻣﻮﺍ ﻟﻐﻀﺒﻲ ﺃﻭ ﻳﺨﺮﺟﻮﺍ ﻣﻦ ﺳﻠﻄﺎﻧﻲ ﻛﻴﻒ ﻭﺃﻧﺎ ﺍﻟﻤﻨﺘﻘﻢ ﻣﻤﻦ ﻋﺼﺎﻧﻲ ﻭﻟﻢ ﻳﺨﺶ ﻋﻘﺎﺑﻲ , ﻭﺇﻧﻲ ﺣﻠﻔﺖ ﺑﻌﺰﺗﻲ ﻷﺟﻌﻠﻨﻬﻢ ﻧﻜﺎﻻً ﻭﻋﺒﺮﺓ ﻟﻠﻌﺎﻟﻤﻴﻦ .
ﻓﻠﻢ ﻳﺮﻋﻬﻢ ﻭﻫﻢ ﻓﻲ ﻋﻴﺪﻫﻢ ﺫﻟﻚ ﺇﻻ ﺑﺮﻳﺢ ﻋﺎﺻﻒ ﺷﺪﻳﺪ ﺍﻟﺤﻤﺮﺓ , ﻓﺘﺤﻴﺮﻭﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺫﻋﺮﻭﺍ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﺗﻀﺎﻡ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺑﻌﺾ , ﺛﻢ ﺻﺎﺭﺕ ﺍﻷﺭﺽ ﻣﻦ ﺗﺤﺘﻬﻢ ﺣﺠﺮ ﻛﺒﺮﻳﺖ ﻳﺘﻮﻗﺪ ﻭﺃﻇﻠﺘﻬﻢ ﺳﺤﺎﺑﺔ ﺳﻮﺩﺍﺀ , ﻓﺄﻟﻘﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻛﺎﻟﻘﺒﺔ ﺟﻤﺮﺍً ﻳﻠﺘﻬﺐ , ﻓﺬﺍﺑﺖ ﺃﺑﺪﺍﻧﻬﻢ ﻛﻤﺎ ﻳﺬﻭﺏ ﺍﻟﺮﺻﺎﺹ ﺑﺎﻟﻨﺎﺭ . ﻓﻨﻌﻮﺫ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﻦ ﻏﻀﺒﻪ ﻭﻧﺰﻭﻝ ﻧﻘﻤﺘﻪ ﻭﻻ ﺣﻮﻝ ﻭﻻ ﻗﻮﺓ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺍﻟﻌﻠﻲ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ .
ﻭﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ ( ﺍﻟﻌﺮﺍﺋﺲ ) : ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺮﺱ ﻛﺎﻥ ﻟﻬﻢ ﻧﺒﻲ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺣﻨﻈﻠﺔ ﺑﻦ ﺻﻔﻮﺍﻥ ﻭﻛﺎﻥ ﺑﺄﺭﺿﻬﻢ ﺟﺒﻞ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﻓﺘﺢ ﻣﺼﻌﺪﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺳﻴﻼ , ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻌﻨﻘﺎ ﺗﺘﺸﺎﺑﻪ ﻭﻫﻲ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻴﺮ ﻭﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻟﻮﻥ . ﻭﺳﻤﻮﻫﺎ ﺍﻟﻌﻨﻘﺎ ﻟﻄﻮﻝ ﻋﻨﻘﻬﺎ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺠﺒﻞ ﺗﻨﻘﺾ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﻴﺮ ﺗﺄﻛﻞ , ﻓﺠﺎﺀﺕ ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ , ﻓﺄﻋﻮﺯﻫﺎ ﺍﻟﻄﻴﺮ , ﻓﺎﻧﻘﻀﺖ ﻋﻠﻰ ﺻﺒﻲ ﻓﺬﻫﺒﺖ ﺑﻪ , ﺛﻢ ﺇﻧﻬﺎ ﺍﻧﻘﻀﺖ ﻋﻠﻰ ﺟﺎﺭﻳﺔ ﻓﺄﺧﺬﺗﻬﺎ ﻓﻀﻤﺘﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺟﻨﺎﺣﻴﻦ ﻟﻬﺎ ﺻﻐﻴﺮﻳﻦ ﺳﻮﻯ ﺍﻟﺠﻨﺎﺣﻴﻦ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﻳﻦ . ﻓﺸﻜﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﻧﺒﻴﻬﻢ , ﻓﻘﺎﻝ : ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺧﺬﻫﺎ ﻭﺍﻗﻄﻊ ﻧﺴﻠﻬﺎ ﻓﺄﺻﺎﺑﺘﻬﺎ ﺻﺎﻋﻘﺔ ﻓﺎﺣﺘﺮﻗﺖ ﻓﻠﻢ ﻳﺮ ﻟﻬﺎ ﺃﺛﺮ , ﻓﻀﺮﺑﺘﻬﺎ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻣﺜﻼ ﻓﻲ ﺃﺷﻌﺎﺭﻫﺎ ﻭﺣﻜﻤﻬﺎ ﻭﺃﻣﺜﺎﻟﻬﺎ .
ﺛﻢ ﺃﻥ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺮﺱ ﻗﺘﻠﻮﺍ ﻧﺒﻴﻬﻢ , ﻓﺄﻫﻠﻜﻬﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ , ﻭﺑﻘﻲ ﻧﻬﺮﻫﻢ ﻭﻣﻨﺎﺯﻟﻬﻢ ﻣﺎﺋﺘﻲ ﻋﺎﻡ ﻻ ﻳﺴﻜﻨﻬﺎ ﺃﺣﺪ . ﺛﻢ ﺃﺗﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻘﺮﻥ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻓﻨﺰﻟﻮﻫﺎ , ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﺻﺎﻟﺤﻴﻦ ﺳﻨﻴﻦ , ﺛﻢ ﺃﺣﺪﺛﻮﺍ ﻓﺎﺣﺸﺔ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻳﺪﻋﻮﺍ ﺍﺑﻨﺘﻪ ﻭﺃﺧﺘﻪ ﻭﺯﻭﺟﺘﻪ ﻓﻴﻌﻄﻴﻬﺎ ﺟﺎﺭﻩ ﻭﺃﺧﺎﻩ ﻭﺻﺪﻳﻘﻪ ﻳﻠﺘﻤﺲ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﺒﺮ ﻭﺍﻟﺼﻠﺔ . ﺛﻢ ﺍﺭﺗﻔﻌﻮﺍ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﻧﻮﻉ ﺃﺧﺰﻯ , ﺗﺮﻙ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻟﻠﻨﺴﺎﺀ ﺣﺘﻰ ﺷﺒﻘﻦ ﻭﺍﺳﺘﻐﻨﻮﺍ ﺑﺎﻟﺮﺟﺎﻝ , ﻓﺠﺎﺀﺕ ﺷﻴﻄﺎﻧﺘﻬﻦ ﻓﻲ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺪﻟﻬﺎﺕ ﻛﺎﻧﺘﺎ ﻓﻲ ﺑﻴﻀﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻓﺸﻬﺖ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺭﻛﻮﺏ ﺑﻌﻀﻬﻦ ﺑﻌﻀﺎً ﻭﻋﻠﻤﺘﻬﻦ ﻛﻴﻒ ﻳﻀﻌﻦ , ﻓﺄﺻﻞ ﺭﻛﻮﺏ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺑﻌﻀﻬﻦ ﺑﻌﻀﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻟﻬﺎﺕ .
ﻓﺴﻠﻂ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺻﺎﻋﻘﺔ ﻓﻲ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﺧﺴﻔﺎً ﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﺧﺴﻔﺎً ﻣﻊ ﺍﻟﺸﻤﺲ , ﻓﻠﻢ ﻳﺒﻖ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﺎﻗﻴﺔ ﻭﺑﺎﺩﺕ ﻣﺴﺎﻛﻨﻬﻢ , ﻭﺃﺣﺴﺒﻬﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻻ ﺗﺴﻜﻦ
- ﻗﺼﺔ ﺫﻭ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ
- قصة لقمان الحكيم - LuQman Al-Hakim
- قصة ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﻭﻭﺍ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻐﺎﺭ
- ﻗﺼﺔ ﻗﺎﺑﻴﻞ ﻭ ﻫﺎﺑﻴﻞ
- ﻗﺼﺔ ﺣﺰﻗﻴﻞ
- قصة ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻷﺧﺪﻭﺩ
- قصة ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﻦ ﻫﺎﺭﻭﺕ ﻭﻣﺎﺭﻭﺕ
- قصة ﺍﺻﺤﺎﺏ ﺍﻻﻳﻜﺔ ” ﻗﻮﻡ ﻣﺪﻳﻦ “
- قصة ﺍﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺠﻨﺔ
- قصة ﻗﻮﻡ ﺗﺒّﻊ
- ﻗﺼﺔ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻭ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮ
- قصة خولة بنت ثعلبة
- قصة ﺍﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺴﺒﺖ
- ﻗﺼﺔ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻓﺮﻋﻮﻥ ﺁﺳﻴﺔ ﺑﻨﺖ ﻣﺰﺍﺣﻢ
- قصة ﺣﻤﺎﺭ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ
- قصة ناقضة الغزل
- قصة و عبرة - سكان الجزيرة و الذهب
- قصة الخليفة المأمون و الشّحاذ
- الشاهد الذي و القاضي المرتشي . قصة رائعة لا تفوتك
- ﻗﺼﺔ ﻭ ﺣﻜﻤﺔ || ﻣﻦ ﺑﻼﻏﺔ ﻭ ﻃﺮﺍﺋﻒ ﺍﻟﻌﺮﺏ ..
- السبيكة والحجر
- قصة مؤثرة جدا _ لا ﺗﺴﺘﺨﻠﺺ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺣﺘﻰﺗﻌﺮﻑ ﻛﻞ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ
- قصة واقعية ﻗﺼﺔ ﺍﻟﺒﻴﺾ ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﻗﻌﺖ ﺑﺎﻷﺭﺟﻨﺘﻴﻦ
- من هي ست الشام ولماذا لقبت بهذا الاسم ؟
- قصة رائعة جداً ... الرزق الحلال
- الصدق منجاة
- قصة مفيدة للمتطيرين
- قصة مؤثرة - ﻳﺤﻜﻰ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺗﺼﻨﻊ ﺍﻟﺨﺒﺰ ﻷﺳﺮﺗﻬﺎ
- قصة عاطفية معبرة جدا
- قصة مؤثرة - ﻳﺤﻜﻰ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺗﺼﻨﻊ ﺍﻟﺨﺒﺰ ﻷﺳﺮﺗﻬﺎ
- قصة مميزة جدا - لم أجد عنوان مناسب لها
- قصة كفى بالله كفيلا
- قصة حقيقية "أغنى رجل في العالم يموت من الجوع"
- قصة الإمبراطور - ✍ اذا رأيت هم غيرك هان همك عليك
- أغبي معارك التاريخ معركة إنتصر فيها المسلمون دون أن يدخلوها
- المعاملة بالمثل "قصة تحكي واقعا معاشا"
- معركة القادسية 15هـ /636 م . لا تفوت قرائتها
- الشــمعة -- قصص عربية حكيمة
- أرض طيبة ..وحاكمٌ جاهل . قصة الجارية و السلطان
- قصة القارب العجيب
- قل خير أو اصمت . قصة جميلة و مثيرة
- الإختلاف رحمة قصة مميزة جدا
- الشيخ و الببغاء قصة معبرة جدا
- أسنان الملك - قصة جميلة جدا جدا جدا
- من أغرب الحوادث التاريخية
- قصة مائدة عيسى عليه السلام -